تَهُلّ علينا هذه الأيام ذكرى عزيزة هي ذكرى البيعة الثالثة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله - مقاليد الحكم في ظل ما تنعم به المملكة قوّة وأمناً واستقراراً وتنمية واقتصاداً ورخاءً، وبالأمس القريب تزامنت هذه الذكرى الغالية مع الإعلان عن أكبر ميزانية في تاريخ المملكة رغم انخفاض أسعار النفط لمستقبل مُبشِّر لاقتصادنا الذي أخذ منحى مختلفاً من حيث التركيز على كفاءة الإنفاق ووقف الهدر لأجل مستقبل أكثر تنمية ورخاء للأجيال القادمة وهذا بحد ذاته برهان بُعد النظرة وسلامة التوجهات في رؤية المملكة 2030 واستباق الزمن فيها بما يَصب في دعم جميع مسارات مسيرة النهضة، وتعزيز الإنجازات القائمة، خصوصاً في ميادين الجامعات والتعليم العالي، فها هي الجامعات التي تغطي كافة أرجاء الوطن والمدن الجامعية المبهرة، وتلك الكليات والتخصصات الجامعية التي تلبي احتياجات سوق العمل وتدفع بالكوادر والكفاءات الوطنية الذين هم عماد رؤية المملكة 2030 ومن سيدفعون بعجلاتها وتردفها مراكز البحوث والدراسات من بيوت الخبرات الجامعية ومراكز البعثات التي حظيت وتحظى باستمرار بالنصيب الأكبر من دعم قيادتنا الحكيمة من منطلق رؤيتها واستثمارها في العقول والأفكار، وتسخيرها لكافة مقدرات الدولة لصالح المواطن وأجيال المستقبل، وتوظيف الموارد المالية على نحو مدروس ومنظم، بوضعها في مصلحة البنية التنموية الشاملة وبما يلبي الطموحات والآمال. وحينما يكون الحديث عن المرأة السعودية واستحقاقاتها ومكتسباتها الوطنية فللحديث ولهذا اليوم لونٌ أخضر تتوشحه كل امرأة استثمرت تلك الفرص العظيمة التي تحظى بها في ظل قيادة حكيمة واعية تدرك أن المرأة صنوان مواطنها الرجل في دفع عجلة التنمية الوطنية. قصة تمكين المرأة السعودية عموماً في عهود ملوك هذا البلد منذ قرار تعليم المرأة التاريخي وليس حتى أعلى نسبة تمثيل برلماني (مجلس الشورى) في العالم طويلة ولا تسعها هذه المساحة الصغيرة للمقال. لا شك أن الملك فيصل قد أخذ قراراً تاريخياً بتعليم المرأة، ومنذ ذلك الحين وملوك هذه البلاد ينشرون نوراً مشعاً في طريق المرأة السعودية ومكتسباتها وأما على وجه الخصوص فتمكين المرأة بلغ من الاستبشار مع القرارات الملكية هذا العام وحده أنه يحلو للبعض أن وصفه بعام المرأة السعودية. فنجد المرأة السعودية عضوة بالشورى، ودبلوماسية في وزارة الخارجية، ومشاركةً في سوق العمل والابتعاث والسياسة والإعلام والاقتصاد والتجارة والصحة والتعليم والأبحاث، فضلاً عن الأعداد الكبيرة من النساء السعوديات اللاتي يشغلن مناصب قيادية، وهذا يثبت للعالم أن محاولات الإيهام بتهميش المرأة السعودية ليست سوى محاولات يائسة، وأنّ المرأة السعودية قد انتقلت من حضور إلى حضور أعلى، كانت وما زالت حاضرة وعزوة للرجل، وكلنا نذكر نورة بنت عبدالرحمن أخت الملك عبدالعزيز وكيف كان الملك طيب الله ثراه "ينتخي بها" ويقول "وأنا أخو نورة" كانت شريكته ومصدراً من مصادر قوته في تأسيس البلد ودفعه في التنمية والنهضة والحضارة. أعتقد أنني من أخواتي السعوديات المحظوظات بلقاء والدنا الملك سلمان حفظه الله، وقد أثبت لنا ذلك الحديث الأبوي والاستقبال المتساوي مع أشقائنا من الرجال أنّنا في ظل قيادة حكيمة، ذات رؤية إصلاحية واعية ومتوثبة، فإن المساحة بالنسبة للمرأة السعودية واسعة ورحبة لكي تمارس فيها الركض. فالمسارات متعددة، والفرص كبيرة، وهذا العهد سيكشف لنا حاجة استثنائية ليس لدور المرأة بينما لحضورها الفعلي كما كانت تطمح وأكثر كنا سنرى المرأة تسبح مع كل أعضاء المجتمع في ثقافة واحدة ومجتمع لديه القدرة على التكيف مع كل واقع حضاري وتنموي، يسعى الوطن إلى الوصول إليه بطريقة آمنة وناجحة.