من أهم النقاط التي وردت في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – عند إعلانه لميزانية 2018م توصيته بالحرص على تعزيز كفاءة الإنفاق في الميزانية والشفافية ومحاربة الفساد والمحافظة على المال العام. هذا ما يرغب أن يسمعه المواطن من أعلى سلطه في الدولة ويريد أن يراه مُنفّذاً على أرض الواقع من قبل المسؤول. الجميع يتساءل كيف ستنعكس الميزانية على المواطن سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟ وأكثر ما يكون التساؤل حول برامج التعليم والصحة والإسكان وتقليص حجم البطالة وتوطين الوظائف وتنفيذ مشاريع البنى التحتية وتحسين مستوى الخدمات. وهذا طبيعي في ظل زيادة نسبة الوعي لدى المجتمع وتطور وسائل الاتصال وسهولة وصول المعلومة له والتغذية المرتدة التي تصل بسرعة فائقة إلى صاحب القرار. من مزايا ميزانية العام القادم 2018م، أنها أكبر ميزانية في تاريخ المملكة حيث سيبلغ حجم الإنفاق 978 مليار ريال، أي بزيادة 5,6 % عن عام 2017م الذي تم فيه إنفاق 926 مليار ريال. ومن المتوقع أن تصل العوائد خلال العام المقبل إلى 783 مليار ريال، مقابل إيرادات 696 عام 2017م منها 291 مليار ريال إيرادات غير نفطية بارتفاع 13 %. ومن المتوقع أن ينخفض العجز ليصل إلى 195 مليار ريال خلال العام القادم مقابل 230 مليار ريال خلال العام الحالي بتراجع بنسبة 15 %. ومن المزايا المتوقعة أنه سيتم إطلاق 12 برنامجا لتحقيق أهداف رؤية 2030 وتمكين القطاع الخاص، بالإضافة إلى تحقيق كفاءة الإنفاق، وتخفيف العبء عن المواطنين. وستتضمن الميزانية برامج للصرف على التنمية في القطاعات المختلفة، والإنفاق من خلال الصناديق الحكومية لتوفير المزيد من فرص العمل للمواطنين والمواطنات، وتطوير الخدمات الحكومية. ومن النجاحات التي يمكن ان تتحقق على المدى البعيد هو استمرار إنفاق صندوق الاستثمارات العامة وصناديق التنمية الأخرى على برامج التنمية حيث سيتم صرف نحو 133 مليار ريال تضاف إلى الميزانية المتوقعة. هنا يتضح لنا من أرقام الميزانية أن هناك جدية لوضع ميزانية تحوي سياسة مالية توسعية لدعم النمو الاقتصادي من خلال زيادة الإنفاق على برامج التنمية المتنوعة، والاهتمام بنمو الإيرادات غير النفطية، واستمرار تخفيض العجز المالي، والاستمرار في زيادة الصرف على القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والإسكان وتخفيض نسبة البطالة لدى المواطنين السعوديين. الدولة ومن خلال أعلى سلطة في البلاد متمثلة في مقام خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وسمو ولي عهده الأمين، حرصوا على أن تكون ميزانية 2018م مليئة بالتحديات والسير بخطى ثابته لتحقيق رؤية المملكة 2030. وعلى المسؤولين اعتماد الشفافية في التنفيذ كل فيما يخصه بعيدا عن التسويف وتعطيل المشاريع والعمل على محاربة الفساد والاهتمام بشؤون المواطن والمقيم وتحقيق متطلباتهم. الآن الكُره في مرمى المسؤول.