إن تضخم الأثر الذي تحدثه وسائل الإعلام المختلفة العربية منها والعالمية في ظل انعدام الرقابة الأبوية سيجعل الأبناء أكثر سلبية وانفلاتاً أخلاقياً وذلك لقلة الخبرة عند الناشئ وعدم نضوج عقله، ونحن نعلم أن النضج العقلي يكون عند اكتمال عقدين ونصف من عمر الإنسان، وسيقلد الابن أو البنت ما يرون ويسمعون تقليداً أعمى غير مسؤول، فالإنترنت أصبح صديق الأبناء المفضل يخوضون بحوره ومحيطاته العميقة في أي وقت. إن اكتساب المعرفة وغرس السلوك مسؤولية الوالدين ثم المدرسة والمجتمع مروراً بوسائل الاتصال التي هيمنت على الساحة وسلبت العقول.. وأصبحت المسؤولية الأسرية في القرن الواحد والعشرين تواجه مشاكل كبيرة في مجال التربية، فحري بالوالدين عدم السماح لأبنائهم باستخدام الإنترنت ببرامجه المختلفة إلا ساعة في اليوم فقط تحت ظل رقابة شديدة ومشاركة من الوالدين. ومما يؤسف أن الطفل يظل يبكي ويرفض الأكل أو الذهاب للمدرسة حتى يضغط على الوالدين ليشتريا جوالاً بشريحة بيانات لطفلهما ليلهو به ويتواصل مع العائلة عبر الواتس وغيره.. والدراسات تؤكد أن الأطفال لا يفرقون بين ما هو مناسب وما هو غير مناسب وليس لديهم القدرة الكافية لفهم الرسالة الإعلامية فلا تجعل ابنك يقول هذا ما جناه أبي. إن الأطفال يتأثرون بمن حولهم من الألعاب الإلكترونية وما تبثه جوالاتهم، فليكن كل أب وأم قريباً وموجهاً ورفيقاً لطيفاً لأبنائه وصديقاً مخلصاً وكريماً سخياً حتى يصبح ذلك الشاب سنبلة خير زرعها الأبوان وأثمرت، ويصبح الشاب بعد وفاة والديه عملهما الصالح الذي لم ينقطع أجرهما بدعائه لهما وغير ذلك من أعمال البر. إن تصرفات الابن لا تمثله وحده فالمسؤولية مشتركة بينه وبين الآباء الذين غرسوا وربوا على أسس متينة من تعاليم الدين الحنيف وطبقوا مفاهيم التربية الحديثة بما يتناسب والعصر الحديث، فاليوم ليس كالأمس وحاجات المراهق في تزايد والفتن طغت. فإذا ساد الحب والاحترام والعطف وقل الصراخ والتأنيب والضرب وساد الحوار وكانت المكافآت والدعاء بصلاح الأبناء والتفاعل المثمر معهم وسد حاجاتهم ومشاركة الأبناء في اتخاذ القرارات وتثقيفهم بالذات التثقيف الديني وكان الأبوان قدوة حسنة عندها لن يتحسر الوالدان ولن يندبا حظهما.. لطفاً يارب بالأبناء فإنهم ضحايا وأشقياء إذا ما تركوا يتخبطون بجهالتهم الجهلاء وسفاهتم الظلماء فالأبناء أمانة سيسألنا عنها رب السماء.