النوم ضرورة أساسية للحياة.. ويحتاج الإنسان للنوم ساعات كافية لاستمرار الحياة بصورة طبيعية وبصحة جيدة. والنوم لا يعد مجرد فقدان للوعي، بل هو تجديد للنشاط وتركيز للوعي، وتنظيم لوظائف الجسم بشكل متوازن. ونقص النوم ظاهرة يعاني منها كثير من الناس، ولذلك فهم يشعرون بأن مزاجهم متقلب، كما يعانون من التشوش الذهني، والإنتاج المتدني، بالإضافة إلى التعب وعدم التناسق الحركي. تلك هي الأعراض المادية والمعنوية التي يمكن أن نلاحظها على الأشخاص الذين لا يتمتعون بالنوم الكافي. أما الأعراض التي من الصعب ملاحظتها فهي التأثيرات الكيميائية التي تؤدي إلى عدم قدرة الإنسان على مقاومة الالتهابات والعدوى، بالإضافة إلى ضعف الذاكرة وغير ذلك. وقد لاحظ الباحثون أن الدماغ يكون أكثر نشاطًا في الليل منه في النهار. ولذلك إذا أضاع الإنسان ساعة ونصف الساعة من حاجة الجسم للنوم في الليلة الواحدة، فإن يقظته تنخفض بمقدار الثلث. ويستطيع الإنسان البقاء بدون طعام لمدة أطول بكثير من قدرته على البقاء بدون نوم. ومن الآثار الجانبية لعادات النوم السيئة ارتفاع ضغط الدم، زيادة الوزن، والاكتئاب وغيرها من الآثار ضارة. وللتغلب على نقص النوم والأرق يبحث الكثيرون عن أدوية وعقاقير موصوفة وغير موصوفة لمساعدتهم على النوم. يستخدمون هذه الأدوية والعقاقير كل ليلة للشعور بالنعاس، لأنهم لايستطيعون الاعتماد على آليات النوم الداخلي. هذه الآليات تدل على أن النوم عملية طبيعية جداً، مثل اي شيء آخر يقوم به الجسم تلقائياً من أجل البقاء. وكثير من الناس الذين يعانون من عدم القدرة على النوم في الليل يمكن أن يحصلوا على النوم الطبيعي إذا استطاعوا أن يجدوا السبب الذي يكمن خلف الأرق المستمر. ويعود ذلك اإلى البعد عن بعض المواد التي تحتوي على الكافيين، وخاصة إذا استهلكت في وقت متأخر من الليل. كما أن التدخين يؤثر كثيراً، ويؤدي أحياناً إلى الأرق. ولابد من الالتزام بالنوم في نفس المكان كل ليلة، والاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح، بالإضافة إلى توفير الجو المثالي للنوم مثل عدم وضع أجهزة إلكترونية تحفز اليقظة في الدماغ. كما يفضل أن يعرف الإنسان الوضع المناسب للنوم، خاصة إذا كان ينام مع شريك يتميز بالشخير ليلاً. وعندما يحصل الإنسان على نوم منتظم ومريح فإن كل شيء سيصبح أفضل للصحة والنظرة الإيجابية للحياة.