يرى أن هيمنة اللغة الإنجليزية على التعليم العالي بشكل خاص أحد أسباب ضعفه، وينبه إلى المخاطر التي تهدد اللغة العربية. الدكتور سعد البازعي يفتح ملف اللغة العربية من جديد في احتفالية جمعية الثقافة والفنون بالدمام بيوم اللغة العربية العالمي. في محاضرة أقيمت بالتعاون مع ملتقى ابن المقرب الأدبي، وشملت معرضا للحرف العربي وقراءات شعرية للشاعرين فايز ذياب وناجي حرابة. وتحدث الناقد د. البازعي في محاضرته: "اللغة العربية: عوائق الحب والنفور"، حول التحديات والمخاطر التي تهدد اللغة العربية في مهدها وليس في العالم الواسع فحسب، مشيرا إلى أن الكثيرين سيتفقون على أن " اللغات الأجنبية تمثل خطراً داهماً على اللغة العربية. موضحا: الإنجليزية في كل مكان من لعب الأطفال الإلكترونية حتى عناوين المحلات التجارية حتى التعاملات بل وحتى التخاطب اليومي. الإنجليزية تكتسح الكرة الأرضية. وسيتفقون، أو يتفق البعض، على أن العاميات مصدر خطر آخر يتهدد العربية". ورأى البازعي إلى أن المشكلة التي تواجه العربية، ضمن لغات أخرى، تكمن في ثلاثة وجوه، أولها: ضعف المنتج الحضاري المنافس لما تنتجه مناطق أخرى من العالم. وثانياً: ضعف العمل على تغيير ذلك الوضع. وأخيراً: المواقف المتخذة إزاء ذلك. وحول الوجه الأول يقول البازعي: " ضعف المنتج الحضاري ظاهرة عالمية تشمل ما نسميه العالم الثالث على الرغم من التفاوت بين أجزاء ذلك العالم"، والوطن العربي ينتمي بكل أسف إلى المناطق المستهلكة لا المنتجة للحضارة المعاصرة بوجوهها التقنية والفكرية والعلمية. ووضع اللغة العربية مرتبط بذلك الوضع سواء في أسبابه أو في طرق معالجته. ولن يختلف أحد في أن أبرز طرق المعالجة هو التعليم، فهو الركيزة الأساس لأي نهوض حضاري. لكن التعليم مرتبط هو الآخر بتوفر المعرفة الرافدة للعملية التعليمية وهذه تقتضي الإفادة مما لدى الآخر سواء في طرق التعليم أو في مادته. وهذا ينقلنا إلى الوجه الثاني من وجوه المشكلة، أحد أبرز مظاهر الضعف في الجهود المبذولة لدعم اللغة العربية ويتمثل في ضعف العمل على تطوير التعليم والتخلص من معوقاته الكثيرة.