لو كان لي من الأمر من شيء لوضعت رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي أكد – حفظه الله - أنها موجهة للجميع، والتي جاءت ضمن خطابه الأسبوع الماضي أمام مجلس الشورى عنواناً للمرحلة وجزءاً من رؤية 2030 ولازمة في كل فعالية ومناسبة. هي رسالة مختصرة ومهمة وعميقة جداً تتحدث عن واحد من أصعب مراحل التغيير في المجتمعات، إذ هو يتعلق بالتغيير الاجتماعي والفكري للمجتمع. يقول خادم الحرمين الشريفين "رسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك فنحن إن شاء الله حماة الدين وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين". ولأن القادة يضعون الرؤى العامة، فإن التحدي الأصعب يكمن في قدرتنا كمجتمع ومؤسسات دولة بمختلف تفرعاتها وتخصصاتها على ترجمة رسالته – حفظه الله – وتنزيلها لتكون ممارسة وواقعاً. بعد هذه الرسالة يجب ألا يبقى التطرف والانحلال أمرين مفتوحين هكذا. نحن بحاجة إلى تعريف دقيق يحدد لنا سمات التطرف وحدوده، كما أننا في الوقت نفسه نحتاج ذات الأمر عند الحديث عن الانحلال. بعد ذلك التعريف والتحديد سيسهلان المحاسبة التي أشار إليها خادم الحرمين الشريفين في رسالته حيث يبقى بلدنا حامياً للدين وخادماً للإسلام والمسلمين. إن قدرتنا على تعريف التطرف والانحلال ومن ثم محاربتهما هي الأساس لتحقيق رؤية 2030 كوننا العمق الإسلامي كما جاء ضمن مرتكزات الرؤية الثلاثة. كما أنها ضرورة لإيجاد مجتمع متوازن يجمع بين تمسكه بدينه واحترامه لموروثه الثقافي والتعايش مع متطلبات العصر بما يضمن له تنمية واقتصاداً مزدهراً بإذن الله، ويمكن بلدنا ليلعب دوره المطلوب منه محلياً وإقليمياً ودولياً.