ينظر مجلس الأمن في مشروع قرار يؤكد أن أي تغيير في وضع القدس ليس له أي مفعول قانوني ويجب إبطاله، وذلك رداً على إعلان الولاياتالمتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وطرحت مصر مشروع القرار السبت، وقال دبلوماسيون إن المجلس يمكن أن يصوت عليه اعتباراً من الاثنين. وفي خرق للتوافق الدولي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في السادس من ديسمبر اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ما أثار موجة إدانات واحتجاجات واسعة في العالم. ويؤكد مشروع القرار أن القدس قضية "يجب حلها عبر المفاوضات" ويعبر "عن أسف شديد للقرارات الأخيرة بخصوص وضع القدس"، من دون ذكر إعلان ترمب تحديداً. ويؤكد مشروع القرار أن "أي قرارات تبدو وكأنها تغير طابع القدس أو وضعها أو تركيبتها السكانية ليس لها أي مفعول قانوني وهي باطلة ويجب إلغاؤها". وقال دبلوماسيون إنهم يتوقعون أن تستخدم الولاياتالمتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار لكن غالبية الأعضاء ال14 الآخرين، إن لم يكن جميعهم، سيدعمون النص. وليتبنى مجلس الأمن أي نص، يفترض ألا تستخدم أي من دوله الدائمة العضوية (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) حق النقض (الفيتو) وأن توافق عليه تسع من الدول الأعضاء فيه. وكان الفلسطينيون سعوا إلى أن ينص مشروع القرار على دعوة مباشرة إلى الإدارة الأميركية للتراجع عن قرارها. لكن دبلوماسيين ذكروا أن بعض حلفاء الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن، تحفظت على إصدار نص قاس جداً وأصرت على أن المسودة المقترحة يجب أن تؤكد مجدداً الموقف الوارد في القرارات الموجودة أصلاً. ويتوقع أن يلجأ الفلسطينيون بدعم من الدول الإسلامية، إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبني قرار يرفض القرار الأميركي، إذا استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو في مجلس الأمن الدولي. وكانت الولاياتالمتحدة وجدت نفسها معزولة في مجلس الأمن الأسبوع الماضي عندما نددت الدول الأعضاء ال14 الأخرى بينها حلفاؤها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا بالقرار المتعلق بالقدس. ويأتي ذلك بينما يستعد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لزيارة إسرائيل الأربعاء، يرافقه جيسون غرينبلات مبعوث ترمب الخاص إلى الشرق الأوسط. وزاد من الاستياء الفلسطيني تصريح مسؤول كبير في البيت الأبيض الجمعة أن حائط المبكى (البراق) الواقع في القدسالشرقية يجب أن يبقى بيد إسرائيل في كل الأحوال، وقال "نحن لا نتصور سيناريو لا يكون حائط المبكى فيه جزءاً من إسرائيل". ورفضت الرئاسة الفلسطينية هذه التصريحات السبت. وقال الناطق باسمها نبيل أبو ردينة "لن نقبل بأي تغيير على حدود القدسالشرقيةالمحتلة عام 1967". وقد دعت حركة فتح التي يترأسها عباس الفلسطينيين إلى تظاهرة ضخمة يوم وصول بنس إلى القدس. كما أكدت فتح استمرارها في برنامج "فعالياتها الشعبية في كافة المحافظات"، موجهة في بيانها نداء إلى الفلسطينيين ل"إغلاق الطرق الالتفافية في وجه المستوطنين الاثنين والخميس القادمين"، في إطار تلك الفعاليات. وأعلنت فتح الجمعة المقبل "يوم غضب" في كل الأراضي الفلسطينية "رفضاً وتنديداً بالقرار الأميركي الجائر". وجاءت الدعوة للتظاهر فيما شيع آلاف الفلسطينيين أربعة شبان قتلوا الجمعة خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي اندلعت في إطار الاحتجاجات على قرار الرئيس الأميركي في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة. من جانبه صرح نبيل شعث مستشار الرئيس محمود عباس أن القيادة الفلسطينية ذاهبة إلى خيار فرض إطار دولي متعدد الأقطاب يستند إلى المرجعيات الدولية وقرارات الأممالمتحدة، مؤكداً في الوقت نفسه موقف السلطة رفض قبول الولاياتالمتحدة كراعٍ لعملية السلام. ونقلت وكالة "معا" الفلسطينية الأحد عنه القول :"نحتاج عامين أو ثلاثة كي نفرض هذا الإطار الدولي على الولاياتالمتحدة. إطار دولي كان بدأه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند وجمع 74 دولة". وأضاف "حتى لو تراجع ترمب عن قراره الأخير فيما يخص القدس، فإننا ماضون لفرض إطار دولي يكون راعياً لأي عملية سلام أو مفاوضات قادمة". وأوضح أن اجتماع القيادة المقرر الاثنين المقبل عناوينه واضحة، وسوف يبحث مسألة الإطار الدولي والتوجه إلى مجلس الأمن، فضلاً عن بحث إعادة النظر بشكل جدي في اتفاقية أوسلو". وأضاف: "سيعاد النظر في اتفاقية أوسلو، وليس بالضرورة إلغاؤها، ممكن أجزاء منها وإعادة النظر في البنود التي لا تطبقها إسرائيل وعدم التزامنا بها، لكن قرار إلغاء أوسلو لن يقرره اجتماع واحد، وقد يتم هذا على مراحل". وفي شأن آخر أصيب مواطنان دنماركيان في ليبرفيل السبت طعناً بسكين في هجوم شنه رجل نيجيري قال إنه قام بذلك "رداً على الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل"، كما أعلنت الحكومة الغابونية. وكان الرجلان الدنماركيان يجريان تحقيقاً في الغابون لحساب قناة "ناشونال جيوغرافيك" وقد تعرضا للطعن، بحسب ما صرح وزير الدفاع أيتيان ماسار للتلفزيون الرسمي. وأضاف "بحسب الشهادات الأولى في المكان، فإن منفذ الهجوم نيجيري في الثالثة والخمسين، وقد اعتقل في مكان الحادث". وتابع، قال المهاجم إنه يدعى آرونا ادامو، وقال إنه قام بذلك رداً على هجمات الولاياتالمتحدة ضد المسلمين وعلى الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل". وأكد الوزير أنه "نظراً إلى خطورة ما حصل فقد فتح في الحال تحقيق قضائي بإشراف النيابة العامة في ليبرفيل" لمعرفة ما إذا كان الهجوم "عملاً معزولاً أو منسقاً". وفي سياق آخر أعادت السلطات الإسرائيلية الأحد فتح المعبر التجاري مع قطاع غزة بعد ثلاثة أيام من إغلاقه رداً على إطلاق قذائف صاروخية من القطاع.