على الرغم من أنها سحابة صيف عابرة، إلا أننا نشعر بالمرارة والغصة بما أقدم عليه البعض من الفلسطنيين من محاولة الإساءة للمملكة العربية السعودية، وهي التي أحسنت وتبنت بثبات منقطع النظير نصرة قضايانا، وتحملت الضغوطات العالمية في سبيل ذلك، في الوقت الذي كان يتاجر بنا من قبل دول أخرى تغنت بفلسطين في العلن وطعنتها في الخفاء. إذا أردنا أن نحلل الحالة الفلسطينية سياسياً، فنحمد الله عز وجل أن القيادة الفلسطينية استطاعت أن تصنع المصالحة الوطنية وسعت بشكل حثيث لجمع الكلمة والمواقف الموحدة، إلا أننا مازلنا نعاني من احتلاليين هما احتلال على الأرض والاحتلال في التوجهات لبعض التيارات السياسية والفصائل، تعبث بها أيادي إسرائيلية وإيرانية وبعض الدول العربية، ولدينا قضية (القدس) التي مازالت المحرك لقلوب وعقول العرب والمسلمين، فلقد سعت هذه الأيدي لبث الفتنة ومحاولة تأليب الشارع الفلسطيني ضد المملكة، وخلقت أزمة دون مبررات مقنعة عبر بث الشائعات وقلب الحقائق حول المواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية، عبر فضاء وسائل التواصل الاجتماعي غير الموثوق في مصداقيتها ولا يمكن التثبت من هوية الأشخاص والدول التي تحرك هذه الفتنة، والتي تبث سمومها تحت ستار مزيف لأسماء فلسطينية مستعارة تخفي وراءها لعبة استخبارتية قذرة، والتي للأسف انقاد لها بعض الجهلة، وبصريح العبارة يجب ألا نلقي باللوم على هذه الدول التي تعبث بنا بل نلوم أنفسنا أولاً، فنحن نعاني منذ 70 عاماً وكشفت لنا الأيام الصديق من العدو، فكيف نرتضي لقضيتنا المركزية أن يتاجر بها من جديد؟ إننا نتطلع بعين الإعجاب والتقدير للعقلانية والحكمة والبصيرة التي تتمتع بها حكومة المملكة العربية السعودية وشعبها وأقلامها الإعلامية، والتي تعلم جيداً واقع الحالة الفلسطينية التي نعيشها، وتدرك أبعاد المنطقة ومجرياتها، وبناء عليه فإنها لم تقدم على الحكم الجماعي للشعب الفلسطيني الذي تربطها به روابط الأخوة والتاريخ والمستقبل والمصير المشترك، بل على العكس قد أظهرت تأكيداً على مواقفها السابقة وأفشلت مشروع الفتنة الذي أشعلته إيران الفارسية ومشتقاتها لشق الصف العربي. ولو كان المقام وهذه السطور تتسع لذكرنا ما فعلته السعودية لنا ولشعبنا وقضيتنا ولكنها لا تكفي، ونعلم جيداً بأن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تقدم الغالي والنفيس دعماً لاستقرار المنطقة وتجميع الصف العربي والإسلامي وتسعى لمد يد العون للعمل الإنساني ليس للقضية الفلسطينية فحسب بل للعالم أجمع، وما يزيد من تقديرنا بأن المملكة لم تسع للحصول على المقابل أو الشكر، فهي تعمل من منطلق قيمها وثوابتها. فشكراً جزيلاً للمملكة، وحق الاعتذار لن يكفي، وعلى الفلسطنيين إدراك أبعاد ما يحاك، وعلينا بتبديل المواقف بما ينسجم مع المصالح العربية والإسلامية التي تقودها المملكة. * إعلامي فلسطيني