الانفلات الانضباطي في ملاعبنا غدا أثراً بعد عين ولم يعد له حيز يتسع له. نعم إنه عهد الانقلاب على التساهل وتمرير الأخطاء لأي اعتبار كان. في السابق، كانت أرضية ملعب في مباراة تكاد لا تُرى من مساهمات الجمهور لتغطيتها بعلب المياه. وتتفاجأ أن لا حراك ولا قرار يصدر من الانضباط أو من أي مسؤول رياضي. وفي مباراة أخرى أقل أهمية يحاول جمهور التعبير بنفس الطريقة إلا أن لجنة الانضباط تستأسد على ذلك الموقف وتعلن عن قراراتها الانضباطية من دون اكتراث لردة الفعل عن تغيبها في مشاهد سابقة. الآن أصبح كل ما قيل من الماضي إذ تم تفعيل مقولة "الموس على كل الرؤوس". أؤيد الصرامة والضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه مسؤولاً كان أم لاعباً.. نريد أن تظهر رياضتنا بأرقى صورة. لكن أخشى أن تصل الصرامة لتغليظ العقوبات لما يفوق الخطأ كما حدث مع مدافع النصر عمر هوساوي. كان هوساوي مخطئاً وهو يدفع وجه زميله للتعبير عن حالة الغضب وهو ما أشاهده في أغلب الملاعب العالمية. وكان يستحق الطرد على أقصى تقدير ولا يُلام الحكم في حرمانه من إكمال المباراة. لكن تدخل الانضباط غير المفهوم في رصد عقوبة إضافية لم يكن لها أي مبرر. نعم نحن بحاجة حقيقية لإعادة ضبط الانفلات في الملاعب ولكن لا نريد أن يصبح اللاعب يفكر بالانضباط أكثر من الأداء داخل الملعب. للعلم راموس يعد من أفضل المدافعين في العالم، ولكن وبالأرقام أكثر لاعب يطرد في الدوري الإسباني ولم يقلل ذلك من نجوميته.. "خير الأمور أوسطها".