تصاب بالدهشة وأنت ترى من يتحدث عن التحكيم وأهمية تطبيق القانون والبعد عن الأخطاء الكوارثية، حكم فاشل ملطخ تاريخه بشكاوى الأندية وسقوطه ومجاملته لفريقه، وتعصبه ومجاهرته بعداوة المنافسين وكأنه يتحدث من مدرج ناديه ويرفع شعاره، وينادي بنصرته، إلى أن طرد من المهنة واستمر يتنقل محللا غير مرغوب فيه وناقدا و"وسيع وجه" في المناداة بالنظام والحزم. وتتأسف كثيرا عندما ترى من يشدد على ضرورة تطبيق القانون ويسطح اللوائح والنظام بلباس القانوني المجرد من العدل وثقافة القانون، متعصب تدينه تغريداته وتفضحه مقالاته، ويعريه حضوره الفضائي الذي لا يتحدث من خلاله إلا عن فريقه والتجاوز بالاتهامات ضد المنافسين، من أجل أن يقول له أنصار فريقه والأصدقاء "أنت البطل الذي لا يخاف"، ولو عدت إلى تاريخه لوجدته موشوما بمراهقاته وسوء تصرفاته وغروره وغطرسته بينما هو مجرد "مهايطي" لا يضحك إلا على السذج أمثاله. وتعيش حالة من التناقضات والغرابة، وأنت ترى من يرتدي ثوب إعلامي يتحدث عن المهنية والمصداقية والتعاطي مع الأخبار والأحداث الرياضية بعين واحدة، ويطالب عبر أطروحاته بالمثالية والصدق، ثم يشتم ويطعن بما يدينه حسب نظام المطبوعات والنشر والجرائم المعلوماتية، بل إن وجوده في الإعلام ما هو إلا تشويه وإساءة ودليل على سوء الاختيار. وتشعر بالحرج وأنت ترى المسوؤلين في الأندية يتحدثون عن النظام والاحترافية ونقد الاتحادات والهيئات الرياضية وهم لا يستطيعون تطبيق القانون في أنديتهم التي تعيش فوضى وسوء "دبرة" والديون والمطالبات والشكاوى لدى اللجان والمنظمات الدولية، وضياع البوصلة نحو النجاحات والبطولات، بل إنهم يلومون أطرافا أخرى بسوء العمل بينما هم يتعاطون مع كل شيء بمجاملة وفوضوية وغياب رأي وانعدام رؤية. وتضحك بمرارة وأنت تشاهد رئيس الاتحاد أو المسؤول الرياضي يتكلم عن الخطط، ويعد ببطولات لم تتحقق من قبل، ويتهم الاتحادات الأخرى بعدم القدرة على التطبيق، بينما الواقع يقول إن اتحاده من أفشل الاتحادات الرياضية لتواريه عن الأنظار نتيجة الغبار الذي يعتري جدران مبناه ولم يجد من ينفضه ويعلق جرس التحذيرات والعمل والتجديد. تتألم أكثر عندما ترى من يقود قناة رياضية أو قسما رياضيا في وسيلة إعلامية ويقدم برامج رياضية يتظاهر بالحياد والنقاء وأن وسيلته التي تحت إدارته وسيلة للجميع، بينما الحقيقة تقول إن جهوده مسخرة لصالح أندية معينة، ولو توغلت بالتفتيش أكثر عن واقعه لربما وجدته عضوا في القروب الخاص بالإدارة، يسدي لها الآراء ويتلقى منها التوجيهات، وفرض بعض الضيوف، وينصح بجلب اللاعب الفلاني، والاستغناء عن الآخر، وتكريم عضو الشرف من دون حياء أو خجل واحترام للوسيلة التي يعمل بها. نحن أمام معضلة كبيرة والأمل كبير بقائد الرياضة تركي آل الشيخ أن يلتفت إلى هذه الملاحظات، بحكم أن الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي أصبح تحت مظلة هيئة الرياضة.