تجاوزت مليشيات الحوثي في بشاعة ووحشية الجرائم التي ترتكبها في اليمن، حدود الخيال، لكن ذلك ليس غريبا على الحوثي المتجرد من كل القيم الدينية والإنسانية، والذي يبحث عن السلطة في اليمن بدون أن يتحمل أدنى مسؤولية، يريد كل شيء وفي الوقت نفسه لا يريد أن يلتزم بشيء، همه الأول الاستيلاء على موارد الدولة والتي يعتبرها إحدى غنائم الحرب وأنها من ممتلكاته الشرعية حسب خرافة الولاية المذهبية، قوانين الحوثي لاتلتزم بأمن المواطن وحمايته بقدر ما تمثل تهديداً خطيرا ضده، وبعد مقتل الرئيس السابق والتصفيات البشرية التي تبعت هذه الاغتيال الوحشي كشف الحوثي بشكل كامل عن وجهه القبيح بأنه سلطة انقلابية مدمرة للحياة ولكرامة الإنسان لم يسجل لها التاريخ مثيلاً، ولذلك ادرك اليمنيين جيدا أن حريتهم وكرامتهم لن ترجع ألا بانتزاع الحوثي من أرض اليمن. قمع النساء تحظى المرأة اليمنية باحترام من قِبل المجتمع اليمني المحافظ والذي يتميز بطابع قبلي، فيتم التعامل معها بطريقة لائقة لكن مع ظهور المليشيات الحوثية وسيطرتها على أذرع السلطة تجاوزوا كل الأعراف العربية ليصوبوا أسلحتهم تجاه رؤوسهن بميدان السبعين بصنعاء، بعد أن خرجوا للمطالبة بتسليم جثمان الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأظهرت فيديوهات تداولها ناشطون عناصر المليشيا وهي تعتدي على النساء بالضرب وإطلاق النار والذي أسفر عن اعتقال مليشيات الحوثي أكثر من 50 امرأة خلال هذه المظاهرة، حيث أكدت أحدى الناشطات على حسابها في "الفيسبوك" أن الحوثيين فرضوا الإقامة الجبرية على عدد من القيادات النسائية المؤتمرية والقيام بضرب المتظاهرات بالرصاص والاعتداء عليهن، وأضافت أنها واحدة منهن وتنتظر في أي لحظة أن تتم تصفيتها. جرائم بحق الطفولة وتستمر جرائم المليشيا الحوثية التي تجاوزت الأعراف والقوانين الدولية لتصل إلى الأطفال الأبرياء والقيام بخطفهم وتجنيدهم وضمهم لصفوف القتال في الصفوف الأمامية والقيام بغسيل فكري لأدمغتهم وزرع الطائفية في عقولهم، ولم يتوقف الحوثي عند ذلك بل أنه يقوم بتجميع جثث الأطفال الذين قتلوا في صفوف محاربيه في شاحنات ونقلهم إلى المستشفيات والمدارس ليوحي للمنظمات الدولية بأن قوات التحالف تسببت بقتلهم من جراء القصف الجوي، ألا أن وضوح تعفن الجثث والذي مر على قتلهم أيام عديدة كشف ذلك. منظمات مسيسة ربما ليس "الحوثي" وحده هو السيف المسلط على رقاب اليمنيين، هناك شركاء آخرين باتوا يثيرون الريبة والشكوك بمواقفهم، وهي المنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية التي تلتزم صمتا عجيبا تجاه ما ترتكبه عصابات الحوثي من جرائم حرب بحق الشعب اليمني، الأمر الذي دفع كثير من الناشطين إلى توجيه الاتهام لها بأن هناك تحالفا غير معلن بين الطرفين، تجاه ما يرتكب بحق المدنيين والذي يرتقي بالمعايير الدولية الى جرائم الإبادة الإنسانية. ومن أشد الأمور غرابة والتي تثير الريبة، انه كلما ضاقت الحلقة على المليشيات الحوثي واقتربت قوات التحالف والقوة الشرعية من هزيمتها،تظهر هذه المنظمات وتطالب بالهدنة متحججة بالوضع الإنساني في اليمن وتمارس ضغوط كبير على التحالف لوقف هذه المعارك حتى يسترد الحوثي أنفاسه!،ولذلك ظهرت كثير من التقارير التي تعتمدها هذه المنظمات يتم إعدادها وتجهيزها من قبل شبكات التنظيم الحوثي ناهيك بأن موظفين بفروع التنظيمات لديهم علاقات ذات طابع متعدد مما جعلهم متحيزين للحوثيين والمنظمات التابعة لها بل إن دفعات الإغاثة الإنسانية أصبحت أهم أدوات تمويل الحرب للحوثية، وبلا شك أن الحرب التي يقودها الحوثي في اليمن أصبحت تقدم خدمة جليلة للمنظمات التي يسكنها الفساد لتزداد أرصدة مافيا المنظمات.