قبل أيام أعلن المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم المصادقة على توصية لجنة المسابقات برفض اللعب في ملاعب محايدة في دوري الأبطال الآسيوي، مشترطًا وجود "طوارئ أمنية" تقرها لجنة مختصة للسماح بذلك، وكما كان متوقعًا بل وحتميًا أوقعت القرعة الفرق السعودية والإماراتية مع الفرق القطرية والإيرانية، وأصبح الاتحاد الآسيوي أمام ورطة كبيرة صنعها بتعنته الذي أكاد أجزم أن وراءه ما وراءه، وأنَّ هناك من يقود تحركًا قذرًا في غرف الآسيوي المظلمة لمحاولة إحراج السعودية والإمارات والضغط عليهما لتقديم تنازلات في قضيتهما العادلة التي أجبرتهما على مقاطعة دولة قطر بسبب مواقف ومؤامرات النظام القطري. على الاتحاد الآسيوي ممثلًا في مكتبه التنفيذي وكل لجانه وأعضائه بدءًا من رئيسه إلى أصغر أقزامه أن يكون حذرًا وهو يمارس اللعب بالنار في هذه القضية التي يحاول أن يورط فيها السعودية والإمارات؛ فيما هو في حقيقة الأمر يورط نفسه ويلعب بالنار ويقود أهم بطولاته إلى فشلٍ حتمي إذا ما أصر على تعنته وقررت الدولتان الأهم والأكبر في المنطقة أن تسحب أنديتها من هذه البطولة وأن تقطع كل يدٍ قذرة تحاول أن تلعب لعبة أكبر منها. لا أتحدث هنا عن الخسائر المالية التي ستلحق بالبطولة إن قررت الأندية السعودية والإماراتية الانسحاب منها في حال الإصرار على أن تلعب مبارياتها أمام الأندية القطرية في قطر؛ فأنا متيقن أنَّ الاتحاد الآسيوي سيتلقى التعويض المالي المناسب والمغري ممَّن يقود هذا التحرك الخبيث؛ لكنِّي أتحدث عن الخسارة الإعلامية والجماهيرية والفنية التي ستلحق بالبطولة، والتي لا يمكن أن تعوضها ملايين الريالات القطرية. ليس أمام الاتحاد الآسيوي خيار سوى أن يستمع لصوت العقل وأن "يتعوذ من إبليس" ويترك عنه "الهياط" ورفع شعارات وقوانين هو أكبر من أن يفرضها ويطبقها على دولتين بحجم السعودية والإمارات؛ خصوصًا حين يشعر الجميع أن هذه القوانين والشعارات قد ارتفعت فجأة وبفعل فاعل ولأغراضٍ سياسية!. يتحدث الاتحاد الآسيوي عن عدم إقحام السياسة بالرياضة، وما أشاهده أمامي واضحًا هو أنَّ الاتحاد الآسيوي هو الذي يسمح لنفسه بأن يُقحم الرياضة بالسياسة، ويسمح لنفسه أن يكون مطية وأداة تستخدم في لعبة سياسية، فالسعودية والإمارات قطعتا رسميًا كل علاقاتهما مع قطر -لأسباب قدَّرها وأقرها جل المجتمع الدولي- ولم يعد هناك أي تمثيل رسمي لهما في تلك الدولة، والمطالبة بكسر هذه المقاطعة والذهاب للعب كرة القدم في أرض يتواطأ قادتها على جيرانها هو ضربٌ من الجنون، ويبقى اللعب على أرضٍ محايدة هو صوت العقل الذي يجب أن يستمع له الاتحاد الآسيوي؛ الذي يجب أن ينأى بنفسه عن هذا الخلاف السياسي، حتى لا يكون هو الخاسر الأكبر.