دعت المملكة الخميس إلى توثيق سبل التعاون بين منظمة الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي للإسهام في بناء قيم السلام، ومنع نشوب النزاعات، وتشجيع التفاهم عن طريق الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، لتعزيز الوعي وفهم القيم المشتركة التي يتقاسمها أبناء البشرية كافة. وقال مسؤول شؤون المنظمات في وفد المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة فيصل بن ناصر الحقباني، في كلمة المملكة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند التعاون بين منظمة الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية: بذلت المملكة العربية السعودية - منذ مشاركتها في تأسيس الأممالمتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي- جهودًا كبيرةً لتحقيق مقاصد الأمن والسلم الدوليين التي نتطلع إليها جميعًا، وتعزيز التفاهم المتبادل والوئام بين الأديان، والثقافات، وتعزيز ثقافة التسامح والاحترام المتبادل في مواجهة أيديولوجيات الكراهية والتطرف، وتواصل المملكة جهودها الخيرة للإسهام في إحلال السلام وإرساء الأمن والاستقرار في أرجاء العالم. وبين أن التعاون القائم بين منظمة الأممالمتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي في شتى المجالات وخاصةً السلم والأمن والمساعدات الإنسانية وخدمة اللاجئين وتعزيز الحوار بين الأديان، والحضارات، ينهض بدور إيجابي في تعزيز ثقافة التسامح على جميع المستويات لخدمة السلام العالمي، ويسهم بشكل فعال في تعزيز المقاصد والمبادئ الواردة في ميثاق الأممالمتحدة. وأضاف: نجتمع في وقت يشهد فيه عالمنا الكثير من الأزمات والمخاطر والتحديات الأمنية المتزايدة وما تشكّله من خطرٍ وتهديدٍ للسلم والأمن الدوليين، الأمر الذي يتطلب ضرورة التعاون الوثيق والتنسيق الفعال بين الأممالمتحدة ومختلف المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية، لذا تدعو بلادي إلى توثيق سبل التعاون بين كلا المنظمتين، لا سيما التعاون بين وكالاتهما المتخصصة، الأمر الذي سيكون له دور فعال في الإسهام في بناء قيم السلام، ومنع نشوب النزاعات، وتعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب والأفكار المتعصبة، وظاهرة التمييز ضد المسلمين، وتشجيع التفاهم عن طريق الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، والإسهام الذي قد يخلقه الحوار في تعزيز الوعي وفهم القيم المشتركة التي يتقاسمها أبناء البشرية كافة. وأشار الحقباني إلى أن منظمة التعاون الإسلامي تعد ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأممالمتحدة، حيث تضم في عضويتها سبعًا وخمسين دولة موزعةً على أربع قارات، ويمثل عدد مواطنيها حوالي 1.4 مليار نسمة، كما تُمثل الصوت الجماعي لدول العالم الإسلامي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنه، دعماً للسلم والانسجام الدوليين، وتعزيزاً للعلاقات بين مختلف شعوب العالم. وأوضح أن للمنظمة دوراً فعالًا في معالجة الأزمات ومنع نشوب النزاعات، وتقديم المساعدات الإنسانية في كثير من دول العالم، ومن ذلك، دعم قضية فلسطين والدفاع عن الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، والتعاون مع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة لإصدار قرار عن حالة حقوق الإنسان في ميانمار، وتشجيع الحوار بين مختلف الأقليات من أجل الإسهام في حياة آمنة وكريمة، كما تقوم بتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للاجئين في كثير من دول العالم. ولها دور فعال في التخفيف من حدة الفقر ومكافحة الإرهاب والاستثمار وتمويل المشاريع والأمن الغذائي والعلوم والتكنولوجيا وتغير المناخ والتنمية المستدامة والوسطية والثقافة والتناغم بين الأديان وتمكين المرأة والعمل الإسلامي المشترك في المجال الإنساني، وحقوق الإنسان والحكم الرشيد. وأكد الحقباني أن المتغيرات في عالمنا المعاصر والتحديات التي نواجهها، أمنياً واقتصاديا وفكرياً وبيئياً، وصحياً، تفرض علينا تعزيز دور الأممالمتحدة وتفعيل مؤسساتها بالتعاون مع جميع المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية لمواكبة التغيرات والمستجدات على الساحة الدولية.