أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أن الحاجة ماسة للأخلاق لنجاح التعايش السلمي، وتحاشي الصدام وتحقيق السلام، لاسيما في هذا العصر "عصر العولمة" الذي تتداخل فيه الأمم وأتباع الأديان. جاء ذلك في مستهل الكلمة التي ألقاها ممثل الوزير، المستشار المشرف العام على برنامج التبادل المعرفي في الوزارة د. عبدالله بن فهد اللحيدان، في افتتاح ندوة: (المنهج الأخلاقي وتعزيز التعايش السلمي)، أمس الأول، التي تنظمها الوزارة ممثلة في -برنامج التبادل المعرفي- بالتعاون مع جامعة ويلز، في القاعة الكبرى التابعة للمجلس البلدي لمدينة كارديف في مقاطعة ويلز في المملكة المتحدة، وتستمر لمدة يومين. وقال: إن من أهم أسباب نجاح التعايش السلمي: التمسك بالأخلاق الفاضلة، سواء على المستوى الفردي أو الأسري أو الاجتماعي أو الوطني أو الإنساني، فهي ركيزة أساسية في تهذيب السلوك الإنساني، وتنظيم العلاقات على أسس قويمة من السمو الروحي والمعاملة الطيبة، كما أنها عنصر فعَّال في شيوع المحبة والألفة والتماسك والترابط في المجتمع، أفراداً وأسراً وشعباً وقيادةً، ومنبع رئيس للتعايش السلمي البنَّاء مع الأمم الأخرى. ولفت آل الشيخ إلى أن الثقافة الإسلامية أصبحت غنية بسبب القرب من الشعوب الأخرى، وتبادل الأفكار معها، وأخذ ما عندها من الحق، ومن ناحية أخرى قبلت شعوب عديدة الإسلام واحتفظت بعاداتها وتقاليدها الخاصة التي لا تخالف الإسلام وإن كانت لا تتفق مع عادات وتقاليد شعوب إسلامية أخرى، وتلك هي رحابة الإسلام وسماحته التي شملت وضمت الجميع. واستذكر في هذا السياق الجهود المتواصلة للمؤسسات الدينية في المملكة في محاربة الإرهاب والتطرف والدعوة الى التعايش لافتا إلى أن هذه الجهود أصبحت واضحة، ومن ذلك قيام هيئة كبار العلماء بجهود كبيرة وأعمال كثيرة في هذا الصدد منها إصدار الفتاوى والبيانات التي تؤكد وتشدد على أن ما يقوم به المتطرفون من أعمال ضد الأبرياء هي أعمال إجرامية مخالفة للشريعة الإسلامية التي جاءت بجميع المحاسن والمكارم وأتت بالرحمة والعدل والإحسان للناس. وبين جهود مؤسسات المملكة في محاربة الإرهاب والدعوة إلى الوسطية والاعتدال قائلا: إن كبار العلماء قاموا ويقومون بإلقاء الدروس والمحاضرات التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال وتحارب الإرهاب والتطرف، كما تقوم وزارة الشؤون الإسلامية التي تشرف على المساجد والجوامع في المملكة بتنظيم الدورات التدريبية للأئمة والخطباء؛ للرفع من مستوى الوعي بخطورة فكر الإرهاب والتطرف على المسلمين والبشرية، مؤكداً أن الوزارة حرصت في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- على توجيه الدعاة وأئمة المساجد وخطباء الجوامع لتأكيد مفاهيم الأخلاق الإسلامية التي تدعو للمحبة والألفة والتعايش والتعامل مع غير المسلمين بالحسنى، ومحاربة التطرف والكراهية، ونشر مفاهيم الوسطية والاعتدال. إثر ذلك، بدأت جلسات المؤتمر التي تناقش الموضوعات التالية؛ الأخلاق والتعايش: تحديد نظري، ودور التبادل المعرفي في تعزيز التعايش السلمي، والتعايش الديني: تجارب تاريخية ومعاصرة، وأخلاق التعايش السلمي، والإسلام والغرب التحديات والفرص للتعايش السلمي.