هناك تساؤل بين الشباب وهو هل كوني رياضياً سيكون استخدام مضخة الإنسولين عائقاً لي. ولذا نقول دوماً: إنه عندما تستخدم مضخة الإنسولين لأول مرة، وتحاول تحديد كيفية ضبط معدلات جرعات إنسولين الوجبات والجرعات القاعدية، فأنت لست بحاجة للتمرن حتى إن كنت شخصًا يقوم بأداء التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم. فمن الأسهل ضبط مضختك وأنت في أوضاع الاستكانة والجلوس (أي غير نشط جسديًا بشكلٍ كبير)، وبمجرد أن تضبط معدلاتك وتشعر بأنك مرتاحٌ مع مضختك، يمكنك أن تستأنف نشاطك مرة أخرى. لذا ابدأ ببطء وقم بالتمرن لفترة زمنية أقصر من المعتاد، على سبيل المثال، إذا كنت تقوم بأداء التمارين بشكل معتادٍ لمدة من 45-60 دقيقة عدة مرات في الأسبوع، فابدأ بفترة من 20-30 دقيقة، وبمجرد أن تتعرف على كيفية إدارة هذه الفترة الأقصر يمكنك زيادة التمارين لمدة تصل من 15-20 دقيقة، حتى تصل إلى المدة النموذجية للتمرين الخاصة بك، ويمكنك اتباع النهج نفسه مع الكثافة، فابدأ بكثافة أقل حتى تتعلم كيفية إدارة معدلات سكر الدم والإنسولين في أثناء التمرين، ثم بعد ذلك، يمكنك زيادة الكثافة، وفي النهاية سوف تنجح في أن تكون نشيطًا ومتحكمًا في معدل أفضل لسكر الدم. ويجب التذكر أن نقص مستوى السكر في الدم يعد من المخاطر المترتبة على ممارسة التمارين الرياضية. فكلما تدربت أكثر كلما ازدادت حساسيتك نحو الإنسولين. وأن تصبح حساسًا نحو الإنسولين فهذا يعني أنك قد تحتاج إلى تناول جرعات أقل من الإنسولين بشكلٍ عام. فالتمرين يساعد في زيادة عدد مستقبلات الإنسولين في الخلايا، عندما يتصل الإنسولين بهذه المستقبلات يستطيع سكر الدم المرور من الدم إلى داخل الخلية، مما يقلل كمية الجلوكوز في الدم، وهو ما يمكن أن يؤدي بدوره إلى حدوث حالة من النقص في مستوى السكر في الدم. إن عضلاتك تستخدم الكربوهيدرات والدهون. وبمجرد أن يتم امتصاص الطعام واستنفاد سكر الدم الناتج، حينها يضطر جسمك إلى الاعتماد على المخزون الخاص به، ففي بداية التمرين تستخدم العضلات مخزون سكر الدم الخاص بها (يتم تخزين الجلوكوز "سكر الدم" في صورة جليكوجين في أنسجة العضلات)، ثم يتم إعادة إطلاق الجلوكوز من الكبد، وعند هذه النقطة فالأشخاص الذين لا يعانون من داء السكري يتعرضون لنقصٍ حاد في معدلات الإنسولين الخاصة بهم وارتفاع في معدلات الإبينيفرين (الأدرينالين)، وهذا يحفز مخازن الدهون على إطلاق الأحماض الدهنية وهي مصدر آخر للطاقة، وإذا استمر التمرين، فإن العضلات تستخدم المزيد والمزيد من الأحماض الدهنية من أجل الطاقة، وعند التمرن لمدة 40 دقيقة أو ما شابه تستخدم الأحماض الدهنية 35 % لإنتاج الطاقة التي تذهب للعضلات، وعندما تصل المدة لأربع ساعات يتم استخدام 70 %. أما في حال مرضى السكري، فإذا لم ينقص معدل الإنسولين، فلن يتم إطلاق سكر الدم والأحماض الدهنية من مخازن الجسم. وسيصبح خطر التعرض لنقص السكر في الدم خطرًا كبيرًا، وحتى بعد القيام بممارسة التمارين تستمر العضلات في استهلاك سكر الدم ولا تقوم مخازن الجسم بتجديده، وتصبح العضلات حساسة أكثر للإنسولين، لذا يظل نقص السكر في الدم يشكل تهديدًا. بالإضافة لذلك، أنت بحاجة إلى تتبع مستوى سكر الدم وتحديد مخزون الكربوهيدرات لديك، وأيضًا ضبط معدل الإنسولين في أثناء ممارستك الرياضة، وكذلك بعد الانتهاء من التمارين الرياضية، وإذا كان جهاز الضخ موضوعاً على ذراعك أو رجلك، ولم يكن بالمكان الكثير من الأنسجة، فقد تكون القنية أقرب إلى عضلاتك، مما قد ينتج عنه امتصاص الإنسولين بشكلٍ أسرع من وجوده في مكان موجود به دهون أكثر (مثل البطن)، فقد تلاحظ أنك عرضة لنقص السكر في الدم في أثناء التمرين إذا كان الجهاز الخاص بك موضوعاً في منطقة عضلية. ومن المهم أنه قبل أن تبدأ نشاطك ينبغي عليك فحص مستوى سكر الدم. إذا كان مستوى سكر الدم لديك منخفضًا (أقل من 70 مجم/ ديسيلتر)، فأنت بحاجة لتصحيح ذلك عن طريق تناول الكربوهيدرات قبل البدء بالتمرين؛ حيث ستحتاج إلى 15-30 جرام من الكربوهيدرات، ثم إنه عليك الانتظار لمدة 15 دقيقة، ومن ثم قم بفحص مستوى سكر الدم لديك مرة أخرى؛ فقد لا تتمكن من بدء التمرين قبل أن يصل معدل سكر الدم لديك إلى أكثر من 100 مجم/ ديسيلتر، كما أنه عليك الانتباه إلى خفض الإنسولين القاعدي في أثناء القيام بالتمارين. علاوة على ذلك من الضروري فحص مستوى سكر الدم كل 30-60 دقيقة على الأقل، وفي حال كان هناك تراجع في المستوى؛ فمن الضروري تناول الكربوهيدرات لتجنب حدوث نقص السكر في الدم. وسواء الكربوهيدرات سريعة الامتصاص أو الكربوهيدرات العادية؛ فكلاهما يعد أفضل طريقة لرفع مستوى سكر الدم لديك، فأقراص سكر الدم أو جل سكر الدم أو السكر البودرة أو العصائر أو المشروبات الرياضية يتم امتصاصهم سريعًا، وهي خيارات جيدة للدعم السريع في أثناء ممارسة الرياضة؛ كما تعد جميعها خيارات أفضل من الأطعمة الصلبة التي تحتوي على الكربوهيدرات مثل: الوجبات الخفيفة، والفاكهة، والعيش، والمقرمشات، أو حتى من البروتين، لأن سكر الدم الموجود في الخيارات الذكورة يرفع مستوى السكر في الدم بشكلٍ أسرع، أما الأطعمة الصلبة فهي أفضل في الحفاظ على مستويات سكر الدم على مدار فترة طويلة من القيام بالتمارين. وفي حال كان مستوى سكر الدم لديك عند المعدل المطلوب قبل بدء الأنشطة الرياضية، فعليك اتباع روتينك المعتاد في التمارين سواء من ناحية المدة أو الكثافة. أما إذا كان مستوى سكر الدم لديك أكثر من 250 مجم/ ديسيلتر، فأنت بحاجة لفحص الكيتونات قبل البدء بالتمارين الرياضية وعليك ألا تقوم بأداء النشاط الرياضي إذا تبين وجود كيتونات؛ وذلك بسبب خطر الحمض الكيتوني السكري، حيث تشير معدلات سكر الدم المرتفعة إلى وجود نقصٍ في الإنسولين، أو ظهرت آثار الإنسولين، وقد تتسبب الأنشطة في أن يفرز كبدك سكر الدم المخزن؛ مما قد يتسبب في زيادة نسبة سكر الدم في الدم بمعدل أكبر. للتواصل مع مشرف الصفحة:عبدالرحمن محمد المنصور[email protected] التمرين يساعد في زيادة عدد مستقبلات الإنسولين في الخلايا أنت بحاجة إلى تتبع مستوى سكر الدم وتحديد مخزون الكربوهيدرات