الظلم هو أي مضرة تلحق بشخص آخر بسببك سواء كانت معلنة أو باطنة، مادية كانت أو معنوية ولا ترضى أن تقع عليك أو أحد من أبنائك، ولا يخلو أي مجلس أو اجتماع لمجموعة موظفين سواء في القطاعات الحكومية أو الأهلية من سرد قصص وهموم تتعلق بعملهم يواجهونها من بعض المسؤولين أو زملائهم. ولا شك أن كل موظف أو تاجر مسؤول كان أو غيره يسعى للرقي في المناصب أو في تجارته بجهده وعمله وإخلاصه ويخرج من مكتبه كل يوم وهو يدعو الله أن يوفقه ويحفظ أهله وماله وأن يزيده من فضله وكرمه.. بينما في الجانب الآخر يخرج الموظف (المظلوم) من عمله وهو يدعو الله على من ظلمه وتسلط عليه سواء كان ظاهراً أو باطناً. فهل ترضى أخي المسلم أن تظلم الآخرين ويدعون عليك وعلى أهلك ومالك؟ (الظلم) هو الداء الذي حذرنا منه القرآن الكريم لعظيم أثره (وقبيح عاقبته) على الظالم والمظلوم.. (الظلم) هو الذي اتفقت الشرائح والفطر على مقته، وأن الظلم خلاف فطرة الإنسان حيث إن الله جعل في الأصل فطرة الإنسان تميل إلى الخير وتبتعد عن الشر، لكن هذه الفطره قد تضعفها عدة عوامل في التربية والأهواء والمصالح والبعد عن الله سبحانه، وضعف الوازع الديني لدى المسؤول، ومعرفة المسؤول أن ليس هناك نظام يدينه حينما تتغلب عليه الأهواء الشخصية. وظلم وتسلط المسؤول على بعض الموظفين له مواضع كثيرة من أهمها: حرمانه من الترقية المستحقة، تهميشه وإبعاده من أي مسؤولية، تجييش بعض الموظفين لتنفيذ بعض الأساليب لتطفيش وإبعاد من يرغب إبعادهم. وهنا نتساءل: ألا يفكر الظالم أو المتسلط بالآثار السلبية التي ستقع على الشخص المظلوم وأسرته المادية والمعنوية؟ كما أن الشخص الظالم والمتسلط ألم يتساءل عن آثار مظلمته وتسلطه على الغير؟ فالله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.. وقد تعددت الآيات القرآنية في التحذير من الظلم: "ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه"، "والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ماكسبوا".. والمسؤول مهما كان ظلمه وتسلطه سيشعر بالخوف والقلق الدائم من مظلمته وسيشعر بالضنك في العيش. ومن باب أن كل شيء في الكون بمقدار ومتدرج فإن نتيجة الظلم والتسلط قد تتأخر وقد تتقدم للظالم والعياذ بالله، والمظلوم يدعو على من ظلمه وتسبب في إيذائه سواء عرفه أو لم يعرفه.. اللهم أجرنا من الظلم والظالمين واجعلنا بالعدل وعلى العدل قائمين.