إلى حد بعيد يمكن القول إن حظ المنتخب السعودي من قرعة كأس العالم في مبنى الكرملين بالعاصمة موسكو الجمعة الماضية كان جميلاً، ليس لأنه وضعه في مجموعة سهلة، لأن هذه المفردة لا مكان لها أصلاً من إعراب "المونديال"، وإنما لأنه وضعه في قرعة يمكن وصفها بأنها متوازنة. الحظ كان جميلاً لأنه جنبنا اللعب في مجموعة تتواجد فيها المنتخبات المرشحة في العادة للفوز باللقب أو المنافسة عليه ببلوغ الأدوار النهائية كألمانيا والبرازيل وإسبانيا والأرجنتين وحتى البرتغال وفرنسا وبلجيكا، والجميع بما فيهم المنتخبات نفسها تتوخى مثل هذه المواجهات في الدور التمهيدي. اللقطات التي أظهرتها الشاشة الكبيرة أثناء سحب القرعة أظهرت ردود أفعال واضحة لامتعاض بعض المدربين لمواجهة بعض المنتخبات، التي جاءت معهم في المجموعة، كما فعل المدير الفني للمنتخب الإسباني جولين لوبتيجي الذي بدا عليه الاستياء حينما رمته القرعة مع البرتغال، ومثله فعل كثيرون، بما فيهم المرشح فوق العادة لقيادة منتخب بلاده للقب الألماني يواخيم لوف الذي بدا غير مرتاح لوجود السويد والمكسيك في مجموعته. الحظ كذلك لم يبخل على المنتخب السعودي حين منحه فرصة اللعب في مواجهة الافتتاح أمام المستضيف الروسي، وهي منحة ثمينة، كان الجميع يتمناها، لأنه صاحبها سيسرق الأضواء في الحدث العالمي وسيجني منها مكاسب تسويقية كبيرة، وقيمة الحدث تظهر في ردود الفعل، فمدرب كرواتيا زلاتكو داليتش والذي تربطني به معرفة سابقة بادرني بالتهنئة بمجرد التقائنا في الفندق على هذه الهدية التي وصفها بأنها هدية السماء. مواجهة المنتخب المصري أيضاً أحد مكاسب القرعة، له، وللمنتخب السعودي، وهو ما تمناه عادل عزت قبل القرعة في لقائه مع رئيس الاتحاد المصري هاني أبو ريدة ، وإن كان الأخير لم يتمنَ ذلك، وأحسبه كان عاطفياً يومها، وسعيداً اليوم. يبقى الأهم الآن، وحتى نرد للحظ جميل صنيعه هو ما يجب أن يكون عليه "الأخضر" في ساعة الصفر، وهو ما يتم العمل عليه، بأن يكون في أفضل جهوزية من جميع النواحي، ليكون في مستوى الحدث من كل نواحيه، وليمسح من ذاكرة الجمهور السعودي المشاركات الثلاث الأخيرة، ويجدد استحضار الذكرى الرائعة لمونديال أمريكا 1994.