استضاف مجلس شباب وشابات الأعمال بغرفة الشرقية مساء أمس صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية في جلسة حوارية بحضور رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالرحمن بن صالح العطيشان ، ليكون لقاء متميزا جمع بين روح الشباب وحكمة الرأي ووحدة التطلعات وطموح المستقبل الواعد . ورحب سموه بمثل هذه القاءات التي تجمعه بأبنائه من شباب وشابات المنطقة الشرقية، مشيدا بكل ما يقدمونه من عمل ومبادرات للرقي بمجتمعاتهم وتطورها وتحقيق رؤية القيادة الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين -حفظهما الله- . وبدأت الجلسة الحوارية التي أدارها رئيس مجلس شباب الأعمال بغرفة الشرقية مساعد الزامل وسط حضور كبير جدا، بإتاحة المجال للشباب والشابات الذين احتشدت بهم قاعة اللقاء بالعديد من الأطروحات والمبادرات والاقتراحات التي تتعلق بواقع الشباب ومستقبلهم على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية وحتى الانسانية. وأكد سمو آمير المنطقة الشرقية أن العمل ينصب على تهيئة البيئة المناسبة لشباب وشابات الأعمال بما يحاكي تطلعاتهم، في قطاع العمل والاعمال لإنجاح كل المشاريع التي يرغبون في تنفيذها سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد وسواء كانت هذه المشاريع كبيرة أو متوسطة أو صغيرة فكلها مكونات مهمة للاقتصاد السعودي الذي يشهد نشاطا نوعيا سيكون له آثار إيجابية قريبا وفق ما تقدمه الحكومة الرشيدة من محفزات نوعية تدفع بالنشاطات الاقتصادية نحو المناشط المنتجة. وعن تمكين المرأة في سوق العمل والقطاع الحكومي قال سموه: ليس بجديد أن تكون المرأة متمكنة، فلقد شاركت الرجل في كل مناحي الحياة منذ أول التاريخ والمرأة قادرة على العمل بنفس الجهد الذي يقدمه الرجل، والإسلام قدم لنا العديد من النماذج النسائية التي تستحق أن تكون مثالا يحتذى به وقدوة حسنة. وفيما يتعلق بدور الشباب والشابات الذين يعدون الشريحة الأكبر في المملكة في تحقي رؤية المملكة 2030. قال سموه: إن الرؤية إعتمدت على ثلاثة محاور وهي المجتمع الحيوي والإقتصاد المزدهر والوطن الطموح، وأن المعنيون بهذه الرؤية هم الشباب والشابات، ومن يطلع على الرؤية ويتمعن فيها يجد ان الرؤية التي يشرف على تنفيذها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يجد الحرص على انفاذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين بالاهتمام بقطاع الشباب والشابات الذي يمثل أكثر من 70% من إجمالي سكان هذه البلاد، وهو القطاع الاهم وهم من نعول عليهم بعد الله أن يكونوا في الطليعة وبالمبادرة في تحقيق هذه المحاور الثلاثة، لذا فنحن معنيون كثيرا بخلق البيئة المناسبة لأبنائنا وبناتنا ولمجتمعنا ككل لننتقل بمجتمعنا إلى مصاف الدول المتقدمة إن شاء الله وهذا طموح ممكن مع وجود أمثال شبابنا وشاباتنا الذين نفخر بهم وننتظر منهم الكثير. وتطرق المتحدثون إلى موقع المنطقة الشرقية الجغرافي الذي يربط دول مجلس التعاون وبالتالي تعتبر حلقة وصل لوجستي، وعن الفرص التي يراها سموه، أوضح أن الفرص متعددة ولا يمكن اختزالها في لقاء واحد، فكل فرصة بحد ذاتها تحتاج للقاء مطول لعرضها وتفصيلها، وقال : أعتقد ان النظر لما هو متاح في الوقت الحاضر يدل على أن قطاع الطاقة ليس هو الوحيد الذي يملك الفرص للاستثمار، فكل القطاعات دون استثناء تملك الفرص، والعمل هو في اقتناص مثل هذه الفرص وتطويرها والبحث عن جوانب الإبداع والابتكار والنجاح، وللعلم أن كل قطاع يعد اقتصاد قائم بحد ذاته، بالتالي لا يمكن اختزال الفرص في قطاع أو قطاعين فكل قطاع يملك الكثير من المحفزات للاستثمار وتحقيق المكاسب. وتابع سموه قائلا : إن الفرص الجاذبة متوفرة والمهم البحث عن الفرص المناسبة التي تتوافق مع رغبات وقدرات الشاب والشابات الباحثين عن فرص للاستثمار ليتمكنوا من توظيف الأدوات والمهارات التي يملكونها في التطوير والإبداع. وعن إمكانية الاستفادة من الشاب والشابات في عمل الهيئة العليا لتطوير المنطقة الشرقية أشار سموه إلى أن الشباب ركيزة مهمة فقال : شبابانا هم الوقود الذي نحتاجه في الهيئة العليا لتطوير المنطقة الشرقية وسيكونون الأذرع التي سنستعين بها لتحقيق تطور المنطقة الشرقية، فهم أعيننا وأيادينا وآذاننا التي نعمل ونسمع ونرى بها لتحقيق ما تتطلع له المنطقة الشرقية من تطوير، ووجودهم لزام علينا لذا لابد أن يكونوا من ضمن مناشط الهيئة في كل مجال وهم قوة الدفع الحقيقية وعنصر نجاح لكل مهام الهيئة. وعن وجود جهة لقطاع الفعاليات يكون له شراكات مع كل القطاعات العامة والخاصة بالاضافة للموردين وللجهات المسؤولة لبحث كل القضايا التي تتعلق بالقطاع لتقديم أفضل الفعاليات للمنطقة الشرقية قال سموه : لا أرى ما يمنع وجود أي جهة تنظم وتخدم مثل هذه الفعاليات مع إيجاد روزنامة معلنة ومقرة بشكل ممنهج لكافة الفعاليات. وفي رد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز على أحد المداخلات حول تعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان نائبا لأمير الشرقية قال سموه : لا يخفى على الجميع أن الأمير أحمد قد نهل من جده العظيم الملك سلمان ورافقه لسنوات طويلة وتدرب على يديه وتتلمذ على يد الملك الذي استمر حاكماً لعاصمة المملكة ل 50 عاما، ومن المؤكد أن مثل هذا النهج والمنهج سيخرج أنجب الرجال، وأنا على يقين أن الأمير أحمد قريب منكم، متفهماً لمتطلباتكم، معايشاً لآمالكم وطموحاتكم، وأنتم بإذن الله خير عون وسند لسموه، وكلنا نقف داعمين للجهود الشبابية، انفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين –أيده الله-. وحول الفرص التجارية والاقتصادية التي من الممكن ان يستفيد منها شباب وشابات الاعمال في المنطقة من خلال الاستثمار في مشاريع تمكن من رفع مستوى معايير انشاء وتحسين المدن، اكد سموه بان اوجه الدعم التي تقدمها امارة المنطقة لقطاع الشباب في المنطقة غير محدود ولله الحمد، خاصةً وأن الفرص المتاحة هدفها الارتقاء بمستوى العمل الذي سيسهم اولا واخرا في تطوير بيئة المدن وملحقاتها والارتقاء بالمنطقة ونهضتها على جميع المستويات. وردا على تساؤل حول القدرات التي يتمتع بها ذوو الإعاقة، وقدرة هذه الفئة الغالية على خدمة قطاع الاعمال، قال سموه : إن إمارة المنطقة الشرقية تدعم وبشكل كبير أبناءها من أهالي المنطقة بغض النظر عن أي ظرف قد يصيب البعض، مؤكدا بان القيادة الرشيدة تؤمن بقدرات كافة المواطنين، وانهم طاقات كبيرة وجبارة بإمكانها خدمة الوطن والمجتمع في أي مجال وبأفكار ريادية وقد اثبتت المناسبات والمناشط التي نظمتها المملكة الافكار والمجهودات المميزة التي بذلها ابناء الوطن، مشدداً سموه أن الإعاقة هي أمر قدرها الله، والإعاقة ليست إعاقة الجسد بل هي إعاقة العقل، ولقد شهدنا كثيراً اشخاص من ذوي الاعاقة حققوا انجازات عالمية سواء داخل المملكة او خارجها، وجميع من ينجز ويقدم سيجد التقدير والاحترام. وحول تساؤل عن توجه المملكة في تعزيز ثقافة السياحة الداخلية وتحفيز القطاعين الخاص والعام لزيادة حجم الاعمال والانشطة التي ترفع من فرص المملكة للاستفادة من هذا القطاع الحيوي، وضرورة دعمه بافتتاح معاهد متخصصة بتعليم اللغات المختلفة، قال سموه : إن الوطن مقبل على طفرة في قطاع السياحة تدعمها الامكانيات التي تتميز بها في مختلف مناطقها من مواقع سياحية واخرى اثرية بالإضافة الى المناطق التي شهدت احداثا تاريخية قبل عهد الاسلام وبعده، وهذه الميزات يجب ان يخدمها قطاع مستعد ويملك من الطاقات البشرية والامكانات ما يمكنه من خدمته، ولعل اهتمام القيادة الرشيدة بهذا القطاع خير دليل على ذلك، ومن المهم ان يكون العامل في هذا القطاع لديه الميزة في التواصل مع الوفود المختلفة وبلغاتهم، والامارة تدعم من لديه القدر على توفير معاهد متخصصة وعلى مستويات عالية تمثل المكانة المرموقة للمملكة، من خلال الجهات المعنية بقطاع التدريب. وأشار سموه في نهاية اللقاء الى أن الدولة تعول على أبنائها الشباب والشابات على تحويل رؤية المملكة 2030، إلى واقع ملموس، مؤكدا على انهم يستطيعون ان ينهلوا من الفرص المتاحة في المنطقة من خلال برامج كثيرة ومختلفة تتميز بها المنطقة والتي تهدف الى تسهيل الاعمال مثل برنامج اكتفاء، مبينا بان المملكة قطعت شوطا كبيرا في اتمتة اجراءاتها ضمن خطتها للتحول الالكتروني وهذا إنجاز عظيم يتميز به الوطن عن باقي الدول، موجها أبناءه الشباب والشابات بأن يتحلوا بالصبر والمثابرة والتمسك بالهوية الوطنية الأصيلة، وأن يقدموا أقصى ما يملكون من طاقات إيجابية لرفعة هذا الوطن الغالي وخدمته في جميع المجالات والمحافل، مؤكداً أهمية تقديم كل ما يملكون عرفاناً لهذا الوطن. وفي الختام تسلم سمو أمير المنطقة الشرقية هدية تذكارية من مجلس شباب وشابات الأعمال بغرفة الشرقية بهذه المناسبة .