قد يبدو العنوان غرائبياً أو فنتازيّا، وهو في حقيقة الأمر كذلك، وقبل أن نغرق في تفاصيله لابد من كلمة شكر لكل الجهات التي ساهمت في حبكة قصّة هذا الموضوع، والقصة أنموذج رائع لمن يقلل من مواهبنا في كتابة القصّة، أو كتابة السيناريو الذي لو علم فيه (وودي آلن) سيشعر بالخجل، ولا شك أن هوليود ستعيد النظر في توجهاتها وسنكون تحت أنظارهم، لذا فقد رأيت أن ننصف أنفسنا، ونبتعد هذه المرة عن جلد الذات قبل أن نلج أحراش ودهشات القصّة ( الحقيقية ) التي ما زالت أحداثها تتصاعد حتى هذه اللحظة، وقد يلح سؤال بعد قراءة العنوان مباشرة: كيف أصبت عاطلة تعمل؟ والحقيقة أن هذا ليس مجرد تلاعب لفظي، لكن كما رأينا من قبل موظفين عاطلين ( بطالة مقنّعة) فلا غرابة أن يحدث العكس! القصة حدثت عندما ذهب زوج هذه الأخت للأحوال المدينة في مدينة جدة - ليس لغرض البحث عن وظيفة لزوجته بالطبع- وهنا قادته الصدفة أن يطلب ( برنت) ليكتشف أن زوجته العاطلة منذ سنوات هي في الحقيقة ( موظفة حكومية لدى تعليم حفر الباطن) منذ عام 1434ه، حاول أن يستوعب دهشة الموقف ويسأل عن مزيد من التفاصيل، لكن الأحوال المدنية أخبرته أنه 15 /3 /1434 تم تغيير مهنة زوجته إلى ( موظفة حكومية بتعليم حفر الباطن)، أما بقية الأسئلة فاعتذروا عن الإجابة عنها ونصحوه بالذهاب إلى إدارة التعليم لمعرفة التفاصيل، وبالفعل ذهب لإدارة التعليم وهناك اتفق برنت ( نظام فارس) مع (برنت الأحوال المدنية)، وزاد (نظام فارس) بأنها تعينت على المستوى الخامس منذ اليوم الذي تم فيه تعديل مهنتها.. سيذهب صاحب القصة للجهات المختصة، وبالتأكيد ستنصفه، لكن أسئلة كثيرة تثيرها نقع هذه القصة، فبتفاصيلها ( حيث يكمن الشيطان هناك) ما يجعلك تستبعد الخطأ العادي، حتى لو حاولت أن تتغافل وتحسن الظن، وهل نقول للمنتظرين بطابور الخدمة المدنية: لا تنظروا حتى تعلن أسماءكم، اذهبوا بأنفسكم وفتشوا ( ببرنتات) الجهات الحكومية، ربما أنتم الآن على وشك التقاعد!، الآن دور الوزارات المعنية أن تعيد الثقة للناس، سيّما أن هذه القصة لم تعد حالة فردية، فقد ظهرت في الفترة الأخيرة أكثر من حالة لا تختلف إلا في التفاصيل غير المهمة، والحديث عن هذه الأخطاء -إضافة إلى أنها أخطاء لا تغتفر- الغرض منه ليس معالجتها لكن المطلوب الآن هو عدم حدوثها مستقبلاً، وعلى الأقل لا يتواطأ الفساد أكثر مع مؤشر البطالة.