في ردة الفعل الأولى على صدمة خبر تفجير مسجد الروضة شمال سيناء الأخير والذي أدى على إثره إلى استشهاد أكبر عدد تشهده تاريخ العمليات الإرهابية التي وقعت في مصر تبادر إلى ذهن الكثير وربطوا بين إعلان قائمة الإرهاب الثالثة من قِبل تحالف الدول الراعية لمكافحة الإرهاب وبين وقوع حادثة مسجد الروضة الإرهابية. ورغم أنه حتى لحظة كتابة هذا المقال لم تعلن أي جماعة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجوم الإرهابي الذي راح ضحيته وقُتل فيه 235 شخصاً على الأقل وجرح 109 آخرين فقد تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي "برد غاشم" على الهجوم أكد السيسي في كلمة بثها التلفزيون الحكومي على أن القوات المسلحة والشرطة المدنية ستقوم "بالثأر للشهداء واستعادة الأمن والاستقرار خلال الفترة القليلة القادمة" وأضاف، بنبرة غضب اتسمت بالتحدي، "سنرد على هذا العمل بقوة غاشمة" وحذر من أن الحادث "يهدف إلى تحطيم معنويات المصريين"، قائلاً: إن "هذا العمل الإرهابي الآثم يزيدنا صلابة وقوة" في مكافحة "الإرهاب". وبحسب ما صرّح به موقع اليوم السابع المصري من أنّ شهود عيان ذكروا أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في شمال سيناء الجمعة بالمسلمين كان يستهدف الصوفيين سوى أن العرب عرفوا المجتمع المصري مجتمعاً "متديناً" لكنه لم يكن أبداً يتصف ب"الطائفية"، يمكننا أن نصف المجتمع اللبناني بالمجتمع الطائفي، لكن ذلك الوصف لا يمكن أن ينطبق على المجتمع المصري الذي عرف مبكراً صيغ التعايش والوداد بين مختلف طوائفه وشعائره ومذاهبه. لكن الصيغة الطائفية تحضر في بعض طبقات الخطاب لدى فلول بعض الجماعات، وإذا عدنا إلى نموذجين من الجماعات الإسلامية لنبحث في سر نمو الخطاب الطائفي وأيديولوجيا اغتيال الأقباط سنجدها حاضرةً في أدبيات جماعتين أساسيتين في مصر، وهما "الجماعة الإسلامية في مصر" و "جماعة الإخوان المسلمين". وعلى أيٍّ فهذا التفجير الذي أظن أنه سيشكل منعطفاً مصرياً نحو المراجعة والمحاسبة والتأمل. بعض المراقبين اعتبروا الحدث فاصلاً بين مرحلتين، ما قبل حادثة مسجد الروضة وما بعدها، ومن أكثر ما كُتب ويدعو للتأمل مذبحة الأقصر : نوفمبر 1997 وتفجير مسجد الروضة : نوفمبر 2017، معبد الأقصر طوى صفحة إرهاب التسعينات، ومسجد العريش سيطوي إرهاب سيناء فمصر بعد الهجوم لن تكون كما قبله.. وللحديث بقية.