توالت الإدانات الدولية، على الهجوم الإرهابي الغادر الذي وقع ظهر اليوم، على مسجد الروضة، بمدينة العريش المصرية، شمال سيناء، فأدانت الأممالمتحدة، ودول روسيا، والمملكة المتحدة، والدول العربية كافة، الحادث الخسيس، فيما شدد شيخ الأزهر المصري على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب ومحاربته. أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بأشد العبارات، الهجوم على مسجد الروضة، داعيا إلى تقديم المسؤولين عن هذا الهجوم "المروع" إلى العدالة بشكل عاجل. ونعت هيئة الأممالمتحدة للمرأة، شهداء التفجير الإرهابي، موجهة خالص تعازيها القلبية لكل المصريين وأهالي الشهداء في هذا الحدث الجلل. وقالت الهيئة، فى بيان صحفي، إنه "تضامنا مع حالة الحداد التي تشهدها مصر، قررنا تأجيل الاحتفالية التي كان من المزمع إقامتها اليوم بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات". من جانبها، أدانت المملكة المتحدة، الحادث الإرهابي، وأصدرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي، بيانا، نعت فيه ضحايا الحادث الذي وصفته ب"الجبان"، فيما أكدت دول باكستان، والسودان، والبحرين، والإمارات، والكويت، والأردن، وسلطنة عمان، واليمن، والعراق، وفلسطين، ولبنان، وتونس، وتركيا، تضامنها ووقوفها بجانب مصر، ومواساتها لأسر ضحايا التفجير الغادر. كما أعلن الكرملين الروسي، أن الرئيس فلاديمير بوتين، أرسل برقية تعزية لنظيره المصري، عبد الفتاح السيسي على خلفية التفجير، وجاء في نص البرقية: "قتل الناس الأبرياء أثناء الصلاة عمل يصدم بقساوته. ونحن مرة أخرى نتأكد أن الإرهابيين مجردون من مفهوم القيم والأخلاق الإنسانية". وفي السياق ذاته، أعربت جامعة الدول العربية عن إدانتها الشديدة للحادث الإرهابي، معتبرة أنه عمل جبان وغير مبرر، ومستنكرة في الوقت نفسه الاعتداء على دور العبادة. كما أدانت عدد من الدول الغربية، الهجوم الخسيس، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه "بات من غير الممكن أن يتسامح العالم مع الإرهاب". وقال ترامب في تغريدة عبر "تويتر": "هجوم إرهابي رهيب وجبان على المصليين الأبرياء العزل في مصر"، وأضاف "لا يمكن للعالم أن يتسامح مع الإرهاب، يجب علينا أن نهزمه عسكريا، وندحض أيديولوجيته المتطرفة التي تشكل أساس وجوده". وأعرب بيان صحفي صادر عن البيت الأبيض، عن التعازي لأسر القتلى والجرحى، ووقوف الولاياتالمتحدة مع شعب وحكومة مصر ضد الإرهاب، مؤكدا أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يواصل تعزيز جهوده الرامية إلى هزيمة الجماعات الإرهابية التي تهدد الولاياتالمتحدة وشركائنا". وعبر "تويتر" أيضا، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، ورئيس الوزراء،: ":فُجع العالم بما حدث بمسجد الروضة .. في يوم جمعة .. في مصر الحبيبة .. 235 … شهداء هم في رياض عند ربهم يرزقون .. والخزي والعار لقاتليهم .. اللهم احفظ مصر.. وأهل مصر .. وأعنا لنكون سندا وعونا لمصر وأهلها دائما وأبدا". بينما تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس العراقي فؤاد معصوم، للتعزية في ضحايا التفجير الإرهابي. وحسب تصريحات السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أكد المعصوم وقوف العراق وشعبه إلى جانب مصر في مواجهة الإرهاب الذي بات يهدد العالم بأسره. وفي بيان، قال الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، "إن هذه الأعمال الإرهابية الجبانة التي تقوم بها عصابات إجرامية، وسفك الدماء المعصومة، وانتهاك حرمة بيوت الله، وترويع المصلين والآمنين، تُعد جريمةً بشعةً تنافي كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية". وأكد السلمي وقوف البرلمان العربي مع رئيس وحكومة وشعب مصر في حربها ضد قوى الإرهاب والتطرف، مشدداً على أن هذه الأعمال الإجرامية الجبانة لن تثني مصر عن مواصلة جهودها للقضاء على الإرهاب، معبراً عن تقدير البرلمان العربي الكامل للجهود التي تبذلها القوات المسلَّحة المصرية لمواجهة الإرهاب. ومن المملكة، أعرب الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء ومنسوبي الحرمين الشريفين عن استنكاره وتألمه للحادث الآثم والعمل الإجرامي الدموي الشنيع الذي استهدف المصلين بمسجد قرية الروضة شمال سيناء. وعدّ معاليه ذلك عدواناً وإجراماً وفساداً وطغياناً آثماً، أقدمت عليه شرذمة بغت الفساد في الأرض، ولم تجد إلا تفجير المساجد سبيلاً، ودعا المسلمين إلى تقوى الله وتعظيم حدوده ومنها تعظيم الدماء المعصومة البريئة والحذر من أعمال العنف والجرائم الإرهابية التي هي من الشر المستطير والدمار العظيم والتي تهدد أمن البلاد والعباد وتعبث بالمجتمعات واستقرارها. وفي مصر، أعلنت السفارة البريطانية، تنكيس أعلام المملكة المتحدة، في القاهرة والإسكندرية، تضامنا مع مصر، عقب هجوم العريش، وأكدت أنها تقف جنبا إلى جنب مع المصريين في الحداد الوطني على شهداء العريش. وكتب السفير البريطاني في القاهرة جون كاسين، على "تويتر": "أشعر بالاشمئزاز جراء الهجوم الغاشم الذي أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى المصريين في سيناء اليوم". وتابع: "بالنيابة عن المملكة المتحدة، أتقدم بالتعازي العميقة إلى أسر الضحايا والمصابين الذين سقطوا في الهجمات على المصلين في المساجد والكنائس"، مشيرا إلى أن مثل تلك الهجمات "تعزز عزمنا للوقوف معا وهزيمة الإرهاب والكراهية". من جانبه، أصدر الدكتور أحمد الطيب، الإمام الأكبر شيخ الأزهر، بيانا شديد اللهجة، دعا فيه العالم العربي والإسلامي، إلى الوقوف بجانب مصر في مواجهة الإرهاب، ومكافحة كافة أشكاله وصوره. فيما أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أن الهجوم الإرهابي الغادر على مسجد الروضة بالعريش دليل جديد على تجرد مرتكبيه من أدنى درجات الرحمة والإنسانية، واستحلالهم للدماء وسعيهم للفساد في الأرض، فضلاً عن أنه يكشف عن وجوههم القبيحة وأغراضهم الدنيئة ما يستوجب التعامل معهم بكل حزم وقوة. داعيا جموع الشعب المصري، إلى وحدة الصف والتكاتف ودعم مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش والشرطة في حربها ضد جماعات الضلال والغدر والإرهاب.