أوجه شبه عديدة بين «تميم» أمير قطر، و»نصر الله» زعيم «حزب الله» الإرهابي، تضعهما في سلة واحدة، لا سيما على صعيد الخطاب السياسي؛ فكلاهما يتبعان المرجعية الفارسية، وينفذان أجندتها الخاصة في المنطقة، ويستخدمان نفس الأسلوب في خطابهما السياسي، المعتمد على المظلومية والبكائية والتضليل وبث الشائعات، زاعمين أنهما يناصران القضايا العربية وحقوق الأقليات، في حين تتلوث أيديهما بأبشع جرائم التخريب والحروب القذرة، بحق دول المنطقة، إما بالتمويل المادي أو الدعم الإعلامي أو المشاركة العسكرية، وفي وقت يغضان فيه الطرف عن جرائم حليفهما الإيراني الذي ينكل بالمعارضين والمستضعفين في الأحواز العربية المحتلة وبلوشستان، علاوة على التجني على الشعب السوري الشقيق. وتكشف خطابات تميم ونصر الله اللذين يصنفان من أكبر داعمي الإرهاب في العالم، عن صراع وجودي مع المملكة العربية السعودية والدول العربية، ويتلثم هذا الصراع بمزاعم مجابهة إسرائيل ودعم القضايا العربية، كان آخرها خطاب نصر الله تعليقاً على استقالة سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، الذي اعترض على التدخل الإيرانيبلبنان والمنطقة، حيث ادعى»نصر الله» أن الحريري تعرض لضغوط من المملكة، وأن هناك تدخلاً بشؤون لبنان والأمن والاستقرار، وهو الأمر الذي تبين أنه كذب محض، على لسان «الحريري» نفسه الذي يتهم «حزب الله الإرهابي» بزعزعة استقرار لبنان، ووضعه تحت النفوذ الإيراني الخبيث. لكن أجندة «تميم» و»حسن» أصبحت واضحة كوضح النهار بعدما ضربا بعرض الحائط كافة الاتفاقيات والقوانين والمبادئ الإنسانية والدولية ومواثيق حقوق الإنسان، لينخرطا في المشروع الإيراني لتفتيت المنطقة ذات البعد المذهبي والبعد القومي الفارسي، والذي يتلاقى مع مشرعات إسرائيل التوسعية. التفجيرات ومن القواسم المشتركة بين «تميم» و»نصر الله»، تحدثهما عن الاستقرار بالمنطقة، بينما تتلطخ أياديهما ووكلاؤهما من الإرهابيين بارتكاب تفجيرات إرهابية بعدد من الدول العربية، فتميم هو الممول الأساسي لجميع الجماعات الإرهابية المنبثقة من تنظيمات الإخوان والقاعدة والنصرة وداعش، وتؤكد الأجهزة الأمنية في دول ليبيا وسورية واليمن والعراق ومصر ناهيك عن الدول الخليجية وعلى رأسها البحرين، وقوف النظام القطري وراء التفجيرات التي تقع فيها بين الحين والآخر، من خلال توفير المتفجرات والدعم المالي للانتحاريين والخلايا الإرهابية. وضلع حزب «حسن نصر الله» في سجل أسود من التفجيرات الإرهابية، بدأها عام 1983بتفجير عدد من المنشآت الحكومية والسفارات الأجنبية بدولة الكويت، استخدم خلالها سيارات مفخخة. وشهد نفس العام ارتكاب مليشيا «حزب الله» الإرهابية لسلسلة من التفجيرات التي طالت سفارات أجنبية في بيروت قتل على إثرها عشرات المدنيين اللبنانيين والأجانب. واشتد إرهاب الحزب باستهداف المملكة عام 1996م، وتفجير أبراج سكنية بمدينة الخبر راح ضحيتها 120 شخصاً، وحاولت المليشيا اللبنانية في عام 2003م، تنفيذ مخطط إرهابي كبير في البحرين، لكن أجهزة الأمن أحبطت العملية والتي تصاعدت مثيلات لها بين عامي 2011 و2016. فوهات الموت وفي الوقت الذي يخرج فيه «تميم» و»نصر الله» بخطب هزلية عن احتواء الآخر والعزف على وتر الديمقراطية، فهما مسؤولان عن العديد من عمليات الاغتيالات السياسية بالمنطقة، فقد استغل «تميم» ثروات الشعب القطري في الاستقواء على الشعب اليمني وضلع وفقاً لسياسيين يمنيين في دفع الرشى الطائلة؛ لتنفيذ عمليات اغتيال قادة الجيش اليمني الشرعي، كما استغل تواجد قطر بالتحالف العربي وقدم إحداثيات لأماكن تواجد جنود التحالف إلى الانقلابيين الحوثيين لاستهدافهم بالقذائف والمتفجرات، قبل أن تنهي قيادة التحالف المشاركة الخبيثة للنظام القطري. كما تؤكد الأجهزة الأمنية المصرية ضلوع نظام تميم في اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات، بعد استجواب بعض الجناة الذين أقروا بحصولهم على تمويلات وتحويلات بنكية قادمة من قطر. وفيما يخص ميليشيا «حزب الله» الإرهابي التي يكيل زعيمها الاتهامات للقوى اللبنانية الوطنية، فتعد أداة الاغتيالات الأولى لإيران، ومن أبرز من اغتالتهم المليشيا وفقاً للتحقيقات الدولية هو رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الراحل، الذي استطاع أن يزيل ركام الحرب من لبنان وخطا نحو الأمن والسلام والوحدة بين طوائف الشعب اللبناني، لكن المليشيا التي شربت من بحيرة الحقد الإيرانية لا تريد سوى الفوضى الدائمة تحت أوهام الزعامة. كما تورط «حزب الله» الإرهابي أيضاً في اغتيال عدد من الدبلوماسيين السعوديين في دولة تايلاند، وبلغ بها الحال مؤخراً، أن تهدد رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري بالاغتيال إذا لم يذعن للإملاءات الإيرانية التوسعية، التي رفضها واصطف إلى جانب الدول العربية. قمع المعارضين وفيما يخص شعارات الديمقراطية الزائفة، ينتهج «تميم» و»حسن» أسلوباً خبيثاً بدعم الخلايا المتطرفة في العالم العربية واستخدام إعلامهما في الترويج لأكاذيب حول الحقوق والحريات، بينما ضرب تميم بحقوق الإنسان عرض الحائط فأقدم على سحب جنسيات مشايخ قبائل «آل مرة» و»الهواجر» وعدد من أفرادهما، إضافة لقبيلة «الغفران» التي سحب والده حمد جنسيات 6 آلاف من أفرادها، لتصل نسبة القطريين المسحوبة جنسياتهم إلى 5 بالمئة من سكان قطر. كما زج في المعتقلات كل من خالفه في الرأي أو دعاه لمراعاة أمن الخليج العربي، حتى الحجاج القطريون لم يسلموا من غدره وبطشه، وأقدم على تجميد أرصدة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني واقتحام قصر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، لأنهما طالباه بوقف دعم الإرهاب، وعدم التدخل بشؤون دول الخليج، حتى أصبح القطريون يعيشون في سجن كبير اسمه دولة قطر. وعلى نفس إيقاع «تميم» سار «حسن نصر الله» الذي يطبق على أتباعه «لا أريكم إلا ما أرى» ويصنف المعارضين لسياساته من الشعب اللبناني بين تصنيفين إما كافر أو مفسد، فقط لأنهم لا يريدون تدخلاً إيرانياً بشؤونهم وينادون بالوحدة والسلام، كما تمارس مليشيا «حزب الله» الإرهابي الإخفاء القسري للمعارضين السوريين الرافضين لممارسات قوات الأسد؛ فتختطفهم وتعذبهم بسجون سرية في كل من سورية ولبنان، وبعضم يموت تحت التعذيب. استهداف المملكة والخليج ويلعب «تميم» و»حسن نصر الله» دور بيدقي إيران في مناصبة العداء للمملكة العربية السعودية ودول الخليج، فتميم يواصل جلب المرتزقة لقطر بما يهدد الأمن القومي الخليجي، ويغدق بالأموال والسلاح على الخلايا الإرهابية والتيارات المنحرفة بالخليج، كما خططت قطر قبل عشر سنوات للتدخل بالبحرين بتوفير الأموال والتدريب والسلاح لعدد من المتطرفين وتجنيس أكثر من 5 آلاف بحريني بهدف زعزعة بنية البحرين السكانية. وتسانده مليشيا حسن اللبنانية التي تعادي المملكة والدول الخليجية على مدار قرابة 4 عقود مضت، منذ اندلاع الثورة الخمينية في إيران والمجيء بنظام الولي الفقيه الإرهابي، فتواصل تنفيذ عمليات إرهابية وتتدخل بالشؤون الداخلية الخليجية، وتصنع خلايا إرهابية من المغرر بهم وتدربها وتمولها بالسلاح. خلايا التخريب «تميم» و»مليشيا حسن» اللذان يزعمان بأن الدول تتدخل بشؤونهما، يشتركان في دعم وتدريب الخلايا الإرهابية بالمنطقة العربية ويوفران لها المتفجرات والأموال والإيواء، أبرزها «حزب الله الحجاز» المكون من شباب مغرر بهم ليكونوا خنجراً لإثارة الفوضى والفتن بالخليج، كما يدعمان «خلايا الأشتر» في البحرين و»خلية العبدلي» في الكويت وأنشأ خلية «حزب الله في الإمارات» قبل أن تفككها الأجهزة الأمنية الإماراتية، ويدعمان المليشيات الإيرانية في العراق حيث قدم تميم «مليار دولار» لها بزعم تحرير رهائن قطريين، إضافة إلى دعم عشرات المليشيات الطائفية في سورية، وخلايا نائمة بالعديد من دول المنطقة. تسييس الدين كما يسعى «تميم» و»نصر الله» إلى تسييس وتخريب فريضة الحج التي توحد المسلمين وتبهر العالم وتهز أرجاءه بأكبر تجمع بشري بمكان واحد، يجسد ويدعو للسلام ونبذ العنف، لكن «تميم» يطالب بتسييس الحج، وتحارب قناة «الجزيرة» الإرهابية جهود المملكة بتقارير زائفة بين الحين والآخر، في الوقت الذي تبذل خلالها السلطات السعودية جهوداً ضخمة لخدمة زائري الحرمين الشريفين أثارت إعجاب العالم. وتستهدف المليشيا اللبنانية محاربة موسم الحج سنوياً برفع الحجاج التابعين لها شعارات طائفية واختلاق أزمات، كما تورطت في قتل 300 من الحجاج بموسم حج عام 1986م، حيث حرضت عناصرها بارتكاب الشغب والتسبب بحالة تدافع أسقطت الضحايا. إثارة الطائفية يمول كل من تميم ومليشيا حسن اللبنانية وسائل إعلام ذي مشروع خبيث لتقسيم المنطقة العربية على أسس طائفية وعرقية مستمدة من جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد»، فتواصل ما يعرف بالحرق السياسي للرموز الوطنية والمشروعات العربية القومية، وكذلك خطط التنمية والإصلاح الاقتصادي بالدول العربية، بهدف إشعال المجتمعات وتفخيخها بالصراعات وجعلها في حالة فوضى دائمة. بلغ الإجرام عند «تميم» ومليشيا «حسن» الإرهابية مداه لدرجة أنهما يزعمان في خطاباتهما مقاومة إسرائيل، بينما يعملان بالوكالة عنها في تفتيت المنطقة العربية، حيث يعمل نظام «تميم» كحلقة وصل بين ثلاثة محاور هي (الجماعات الإرهابية، وإيران، وإسرائيل)، الذين يجتمعون على هدف واحد وهو تقسيم الدول العربية وتدمير جيوشها لسهولة السيطرة عليها واحتلالها. وتعود العلاقات بين قطر وإسرائيل إلى عام 1996م عن طريق عراب التطبيع «حمد بن خليفة» أحد أطراف «تنظيم الحمدين» والذي نفذ خطط الاحتلال كما وضعتها إسرائيل وتبادل الزيارات معها منذ بداية التطبيع الخفي وحتى ظهوره للعلن والتفاخر به عام 2008م، حين عرض «تنظيم الحمدين» تصدير الغاز لإسرائيل، وكانت نتيجة هذا التحالف الخبيث هو تدمير العراق وسورية واليمن وليبيا، والعبث بأمن الخليج ومصر؛ لمنع وجود ظهير عربي قوي يساند القضية الفلسطينية أو يوقف مشروعات التفتيت والتوسع. بيع السيادة لا تخلو خطابات «تميم» و»نصر الله» من انتقاد تحالفات الدول وعلاقاتها الدولية، بينما يلاحقهما العار لضلوعهما في بيع سيادة دولتي قطرولبنان، وتهديد الهوية العربية لشعبي الدولتين، فتميم سار على نهج والده في جلب القواعد العسكرية الأجنبية لبلاده، حيث جلب «تميم» قاعدة عسكرية تركية علاوة على قوات من الحرس الإيراني الإرهابي، ومرتزقة من آسيا وأفريقيا. أما «نصرالله» فقد سلم لبنان إلى إيران لتعبث بها كيفما تشاء وتختار المسؤولين فيها وتوجه السياسة اللبنانية وفق ما تشتهي، وتورط الدولة في عداءات وحروب وفتن أهلية، كما دفعت ميليشيا «حزب الله» الإرهابية للقتال في سورية وتعقيد مأساة الشعب السوري. استخفاف بالعقول وفي هذا السياق يقول طارق البرديسي، المحلل السياسي، إن «تميم» و»حسن نصرالله» وأتباعهما يزعمان في خطابهما للأمة العربية أنهما نصيرا المقاومة والممانعة، وهما يذبحان أبناءها وشيوخها ونساءها بمليشيات «حزب الله» الإرهابية، وغيرهما من عصابات التخريب في المنطقة. وأكد «البرديسي» أن الصراع أصبح واضحاً وكل أخذ موقعه وخندقه، موضحاً أن «حزب الله» يقتل السوريين في سورية، ويدعي بأن هذه محطة في طريق تحرير القدس فيستهزأً بالعقول العربية ساخراً من الأبجديات الجيوسياسة. وأشار إلى تهديد صواريخ الحوثيين في اليمن ل «الرياض»و»مكة» و»الأماكن المقدسة»، في سلوك مطابق لرؤية الدولة الفارسية. مضيفاً: «الحقيقة التي تبدو كالشمس الساطعة أن إيران بأذرعها في لبنان وسورية ممثلة ب»حزب الله» وب «الحوثيين» في اليمن و»الحشد الشعبي» ومن لف لفهم و»قطر» يدعمون الإرهاب ويتدثرون برداء بطولات المقاومة الزائفة». وقال اللواء محمد نور، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن حسن نصرالله، معروف بأنه «حسن بوق» فهو مجرد مؤدي لكلمات وصرخات هذيانية وفي النهائية يمنى بالهزائم، كما أنه يحمل شعارات المقاومة الزائفة وتدمير الأعداء ثم ينتهي به المطاف بتدمير بيروت، أما تميم فهو مجرد محفظة للإنفاق على التخطيط الصهيوني في المنطقة بدلاً من إسرائيل. وأضاف أن نظام «تميم» الذي يمارس المظلومية في خطاباته، استخدم أموال الغاز والبترول القطري في دعم جميع الجماعات الإرهابية بالمنطقة العربية، فبدأ بتنظيم الإخوان وحاول ضرب الأمن القومي المصري، لكن الشعب المصري وقواته المسلحة تصدوا للمخطط، ثم انتقل نظام «تميم» لخطة بديلة وهي الإنفاق على داعش والنصرة لتدمير سورية. ولفت إلى أن ضلوع «تميم» و»حسن نصر الله» في دعم الإرهاب يتضح من خلال نوعية الأسلحة المستخدمة في العمليات الإرهابية، مبيناً أنه في التسعينيات كان الإرهابيون يستخدمون أسلحة بدائية أقصاها مسدس مسروق من فرد أمن، لكن مع الدعم القطريوالإيراني تسلح الإرهابيون بالأسلحة المتطورة وأطلق الانقلابيون الحوثيون صاروخاً باتجاه الرياض. وأكد أن الشعوب العربية تشبعت بشعارات «نصر الله» الزائفة، وأصبحت تبحث عن العمل العقلاني الذي يحقق مصلحتها وينظر إلى سبل التنمية وفرص العمل ويساعد النازحين المتواجدين بالخيام على الحدود السورية اللبنانية، وينقذ أطفال اليمن من بطش الحوثيين ومن فتك الأمراض، حتى تعيش الناس آمنة في أوطانها ويعم الخير والازدهار.