غاب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، الذي بحث سبل التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة وتهديدها للأمن العربي، وخفض تمثيل لبنان بحضور مندوبها الدائم لدى الجامعة أنطوان عزام، وهو ما عده مراقبون توارياً عن الاصطفاف العربي ضد ممارسات إيران وحزب الله اللبناني. ويأتي غياب باسيل عن الاجتماع العربي بعد سلسلة تصريحات له تهاجم الموقف العربي من مليشيا حزب الله الذراع الإيرانية بالمنطقة، في أعقاب استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الذي اعترض على ممارسات الحزب الداعمة للمشروع التخريبي الإيراني في لبنان والمنطقة العربية. وأكد الخبير السياسي طارق البرديسي ل"الرياض" أن جبران باسيل رئيس حزب التيار الوطني الذي ينتمي له الرئيس اللبناني ميشيل عون، قصد تخفيض المستوى الدبلوماسي في حضور اجتماع وزراء الخارجية العرب من أجل التواري عن الموافقة على ما صدر عن الاجتماع من إدانة لإيران وذراعها حزب الله المُدانين بصناعة وتدريب مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن، والتي أطلقت صاروخاً باليستياً إيراني الصنع تجاه العاصمة الرياض، وأسقطته دفاعات المملكة. ولم تشهد تصريحات باسيل خلال الفترة الأخيرة أية إدانات لانتهاكات الانقلابيين الحوثيين، وتجاهلت دعم حزب الله للمليشيات الإرهابية في الدول الخليجية والعربية لصالح المخططات العدائية الإيرانية، وانتهاك طهران الصارخ للسيادة اللبنانية، بل ادعى أن الحريري أجبر على الاستقالة وأنه محتجز في المملكة. وعلى الفور نفى الحريري مزاعم باسيل، مؤكداً أن استقالته من رئاسة الحكومة بسبب حرصه على مصلحة لبنان وأنه بخير وسيعود قريباً إلى لبنان، كما عقد سلسلة لقاءات دبلوماسية كذبت ادعاءات الوزير اللبناني، بدأها بلقاء خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، وزار الإمارات والتقى ولي عهد أبو ظبي، ووصل إلى العاصمة الفرنسية باريس برفقة عائلته والتقى الرئيس الفرنسي. وبعد تعرية أكذوبة احتجاز الحريري، توجه الوزير باسيل للعب على وتر الربط بين استقالة الحريري والتدخل في الشأن اللبناني، مدعياً أن هناك حملة لتخويف لبنان والتدخل في أموره الداخلية، لكنه بذلك فتح المجال للحديث عن انتهاك السيادة اللبنانية من قبل إيران التي تحكم قبضها على لبنان عبر ذراعها حزب الله، وأصبح عليه الإجابة عن التهديد الإيراني لأمن لبنان وتغلغل السياسات الفارسية في النسيج الاجتماعي للبلاد، وعواقب العمليات الإرهابية التي يقوم بها الحزب في الدول العربية من خلال الجماعات المزعزعة للأمن والسلم. كما اتجه وزير الخارجية اللبناني إلى محاولة إثارة قلق أوروبا من استقالة الحريري في جولة أوروبية اختتمها في موسكو، مدعياً أن الاستقالة جزء من محاولة لخلق فوضى بالمنطقة تهدد أوروبا بالنازحين السوريين والفلسطينيين، وزعم في جولته أيضاً أن حزب الله مقاومة مقبولة، كما حاول تخويف موسكو من تعطيل استثمارات روسية لاستخراج الغاز من البحر المتوسط.