يرى بعض المتشائمين والذين كانوا يريدون الفوز بنتيجة تاريخية حسم الأمور وتنهي كل شيء من دون مراعاة للظروف وقوة المنافسين، أن الهلال فقد نسبة كبيرة من حظوظه في الحصول على البطولة الآسيوية بنسختها الحالية بعد تعادله مع أوراوا في الرياض بنتيجة 1-1، وقد بنوا هذه المعطيات على أن الهدف خارج الديار سيكون لصالح الفريق الياباني، فيما لو انتهت مواجهة الإياب بالتعادل صفر-صفر، فضلا عن عاملي الأرض والجمهور اللذين سيقفان مع الخصم (الشرق آسيوي) وصعوبة الوصول إلى مرماه أكثر من مرة في الذهاب، وإذا ما وضعنا ذلك على الورق بعيدا عن عطاء اللاعبين وخطط المدربين، وظروف المباريات طوال ال90 دقيقة مالم يلجأ الفريقان لشوطين اضافيين وركلات ترجيح، فالكفة تميل لصاحب الأرض السبت المقبل، وهذا على الورق وليس في الميدان، ولكن لا ننسى أن الهلال لا يزال هو "زعيم القارة"، حتى وإن تراجع مستوى المنتخبات والأندية السعودية في الأعوام العشرة الأخيرة وغابت عن الإنجازات الكبيرة، ومثل ما لدى اوراوا عوامل كسب واسلحة تفوق، فالفريق الأزرق لديه اسلحة مهمة وحظوظه كبيرة للفوز في اليابان وتجيير البطولة لصالحه بالانتصار وليس من خلال أي نتيجة أخرى، لذلك ليس هناك مبرر لبعض القلق والتشاؤم بعد نهاية مباراة الذهاب، ومن يثق بفريقه ويحترم عمل إدارته ويراهن على خبرة مدربه ويجزم بنجومية لاعبيه ويحرص على تهيئة الفريق بالصورة المناسبة فكل أوراق الكسب بيد ممثل الوطن، ثم لماذا لا نقلب المعادلة ونقول إن اواروا أصبح الآن أكثر قلقا من ممثل الكرة السعودية لاعتبارات عدة، أولها، الخوف من أن يسجل الهلال أولا، وهنا سيزيد الضغط عليه، خشية أن يستمر التسجيل وحتى لو تعادل 2-2 أو أي نتيجة أكبر من هذا الرقم فالبطولة ستكون زرقاء، فضلا عن خشية الفريق الياباني من ضياع البطولة على أرضه بعدما احتفل بالتعادل الإيجابي خارج البلاد، مع الوضع بالاعتبار أنه سافر -ذهابا وعودة- وهذا ربما يؤثر عليه بدنيا، بينما الهلال لم يسافر إلا مرة واحدة قبل النهائي. ممثل الكرة السعودية خلال الفترة الحالية إلى يوم المواجهة المنتظرة بحاجة إلى الهدوء وابعاد اللاعبين عن الضغوطات وابتعاد الجمهور والإعلام الذي يتمنى الفوز عن التشاؤم والنقاشات وردود الفعل التي تضر بالفريق وتوتر اللاعبين، وقد احسنت الإدارة الهلالية عندما اختارت السفر باكرا إلى اليابان، أولا للتعود على الأجواء هناك والتأقلم على التدريبات ووقت النوم والتغلب على فارق التوقيت، وثانيا ابعاد الفريق عن ردود الفعل السلبية وترك اللاعبين يركزون على التحضيرات والخروج بنتيجة إيجابية بحول الله تمنح الكرة السعودية لقبا قاريا جديدا، عن طريق الفريق الأكثر تمرسا وانتزاعا للبطولات المحلية والدولية.