تستضيف القاهرة في مقر الجامعة العربية اليوم الاحد اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب في دورة غير عادية، بناء على طلب المملكة العربية السعودية لبحث «انتهاكات» إيران في الدول العربية ومناقشة سبل التصدي لها. ويأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه المنطقة توترا بعد ما تعرضت له العاصمة الرياض ليلة السبت الرابع من نوفمبر الجاري من عمل عدواني من قبل ميليشيات الحوثي التابعة لإيران في اليمن، وذلك بإطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من داخل الأراضي اليمنية، وكذلك ما تعرضت له البحرين من عمل تخريبي إرهابي بتفجير أنابيب النفط ليلة الجمعة الماضي، الى جانب ما تقوم به إيران في المنطقة العربية من أعمال تقوض الأمن والسلم ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم بأسره. وتزامن طلب المملكة بعقد الاجتماع الطارئ مع بداية جولة خليجية لوزير الخارجية المصري سامح شكري التقى خلالها في الرياض صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، حيث نقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، مبلغا رسالة شفهية من الرئيس تؤكد عمق وخصوصية العلاقات المصرية السعودية، ووحدة مصير الشعبين بما يزكي المصالح المشتركة للبلدين، ودعم مصر الكامل وتضامنها مع المملكة في مواجه التحديات، فضلا عن أهمية تعزيز آليات التنسيق والتشاور من أجل وضع رؤية عربية مشتركة تحافظ على مقدرات الدول العربية واستقرارها وعلى الأمن القومي العربي بكافة أبعاده. وأعقب لقاء سمو ولي العهد ووزير الخارجية المصري جلسة مباحثات موسعة بين وزير الخارجية عادل الجبير ونظيره المصري بمقر وزارة الخارجية بالرياض، بحثا خلالها الإعداد للاجتماع القادم لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، واتفقا على استمرار التشاور خلال الفترة القادمة بشأن كل الموضوعات ذات الاهتمام المشترك للبلدين. ومن جانبه، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن اجتماع وزراء خارجية العرب في القاهرة سيناقش التصعيد الإيراني الخطير في المنطقة والتدخلات المستمرة في شؤوننا الداخلية، مشدداً على أهمية عدم التهاون في كل ما يخص أمن المنطقة واستقرارها، مشيرا إلى أن العديد من الدول ستتكلم بوضوح في الاجتماع، ويجب أن توضع النقاط على الحروف، لأن مسألة التهاون والتردد في التعامل مع هذا الخطر أصبحت غير مجدية في الوقت الحالي. ولفت خبير التقديرات الاستراتيجية وأستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة حلوان د.جهاد عودة إلى أنّ المملكة تعرف دائما أنها مملكة الحلول الوسطية في الأزمات؛ ما يسمح لها بلم الأطراف المختلفة تحت الخيمة السعودية، مبيّناً أنه من الواضح جدا أن ما يطلق عليه «الحقبة الإيرانية» تنهار، النفوذ الإيراني في سوريا انخفض بشدة، وفي لبنان حزب الله لم يعد قوة ذات ذراع طويل.