عند دخول الزوجين القفص الذهبي، فسيقدمان على أسلوب حياة مختلف تماماً عن حياة العزوبية، وذلك يتطلب من الزوجين تفهماً كبيراً لنفسيات بعضهما، ومتطلبات عيشهما وعلى كل منهما أن يسبر أغوار تلك الشخصية التي لم يعتد عليها وإلا حصل الطلاق، فالمؤشرات تدل على تفاقم حالات الطلاق في المملكة، فلابد من تقديم تنازلات من قبل الطرفين حتي يزداد الحب ويقوى بناء الزوجية، وتكون العشرة والتفاهم والتضحيات سبيلا لبقاء ذلك البناء وعدم هدمه، وإذا كان الزوجان لبقين ذكيين حليمين حكيمين، وظلا يعملان عقليهما، ويفكران ثم يفكران حتى يصلا إلى حل سديد، ورأي رشيد لانحلت جميع المشكلات الطارئة، فلا يوجد بيت من غير مشاكل، وأنا أعول كثيراً على الزوج لأنه هو من يملك زمام الأمور، وهو من يتلفظ بالطلاق، وكم من طلاق وقع بسبب اعتذار الزوجة عن الطبخ ذلك اليوم، لأنها متعبة أو أنها زادت ملوحة الطعام أو...، فعلى الزوج احترام آدمية زوجته وأن يرد الإساءة بالإحسان، ويتغاضى عن بعض الأمور التي لا تضر وأن يضبط نفسه عند الغضب حتى لايغيب العقل، ويرتفع ضغط الدم والشيطان يؤز الإنسان أزاً، وخصوصاً إن كان الزوج من أنصار الديكتاتورية، ومن فقد ابتسامته وكان من المكشرين ويعتبر الضحك من قلة الأدب، حتى تكون الحياة أحلى، الأساس هو الحب والاهتمام بملء حاجات الزوجة وتقديرها، والعطاء لها وإخراجها لتشم الهواء خارج المنزل، لأن الزوجة تحكمها عواطفها لا عقلها. هاجس الطلاق شبح مخيف يجثم على قلب الزوجة خيبة أمل كبيرة حين يكون الطلاق، فلا تريد الزوجة أن تنعي زواجها بعد دخول القفص الذهبي، وبعد انتظار طويل وبعد إقامة الاحتفالات والتكاليف الباهظة، والزوجة الذكية هي التي تمتص غضب زوجها، وتعامله كالطفل المدلل تهتم به وتسعده وتفعل ما يعجبه حسب طباعه سواء في العادات الغذائية أو السلوكية، في جميع مناحي الحياة تسير علي عاداته، وتكرم أهله حتي تكسب وده، وأخيراً يجب أن نعلم أن في حسن الأخلاق وتمثل أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، هو أفضل حل لردء شبح الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله، وأن البيت الهادئ المريح يحتاج تضحيات من الزوجين وتفهم لاحتياجات وطباع الآخر وأن يسخر الزوج الجزء الأكبر من وقته لبيته وزوجته وعياله، وألا ينفرد برأيه وأن يعقد مجلساً للشورى في البيت كلما طرأ أمر، وأن يتنازل عن حرية التنقل خارج المنزل عند الأصدقاء، أو غير ذلك مما يسبب فجوة في العلاقة الزوجية وضياع للأبناء، وأن يبلغ كل من الزوجين درجة عالية من النضوج الفكري، وفن الإنصات والوداعة وتجنب الإرهاق البدني، حتي لا ينعكس سلبياً على الحالة النفسية والعصبية، وأن يزور كل واحد منهما معمل الحب والوفاء والإخلاص، ويبتكران الطرق المختلفة لإسعاد بعضهما ليستمر قطار الزواج يمشي بلا تعطل أو توقف إلى أن يشاء الله.