أحسنت واشنطن -وأخيراً- في تصنيف حزب الله ضمن ميليشيات الإرهاب في العالم وبالتالي تتم ملاحقته وضربه في عمقه؛ حزب الله الذي هو ليس إلا جزءاً من الحرس الثوري الإيراني وذراع وأداة من أدوات النظام الإيراني الإرهابي، وزرعت إيران هذا الحزب في هذه المنطقة إذ ينوب عنها في الحروب والمهمات وتصرف عليه الأموال وتدرب كوادره وتمدهم بالسلاح بأنواعه لهذا بقي الحزب مؤثراً على لبنان ومن الطرائف أن البعض كان يعلق ويقول إن الجيش اللبناني هو ثالث أقوى جيش في لبنان، إذ تفوق حزب الله على الجيش اللبناني وتفوقت غيره من ميليشيات على الجيش اللبناني النظامي وهذا فيه إضعاف للدولة وإزهاق لروح الوطن. حزب الله يريد أن يفتت الدول العربية كلها لا الدولة اللبنانية فقط ويريدها أن تنتشر الفوضى. حينما أخذت الثورة الإيرانية سنة 1979 صيغة إقليمية، فالثورة الإيرانية؛ وبعد أن نجحت وأحكمت قبضتها على البلاد، لم تحصر نفسها على الحدود الإيرانية، وإنما ألحّت على مبدأ "تصدير الثورة"، وفي مقدمة الدستور الإيراني نقرأ:"ومع الالتفات لمحتوى الثورة الإسلامية في إيران، التي كانت حركةً تستهدف النصر لجميع المستضعفين على المستكبرين، فإن الدستور يعد الظروف لاستمرارية هذه الثورة داخل البلاد وخارجها". أخذت لغة التصدير هذه تجوب المنطقة، وحين نتتبع الكيانات الحزبية السياسية التي أقيمت على إثر الثورة الإيرانية في العالم العربي فسيظهر اسم "حزب الله" كحزبٍ أساسي كانت له اليد الطولى في تحقيق أهداف الثورة الإيرانية في لبنان تحديداً، وفي المحيط الذي ينفذ فيه. كما أن هذا الحزب لم يكتف بالتواجد في لبنان، بل حاول أن يؤسس من خلال أنصاره في الخليج كياناتٍ حزبية شبيهة له، وذلك لغرض تحقيق الأهداف التي تريدها إيران في هذا البلد أو ذاك. حيث يذكر المؤرخون أن حزب الله كانت له أذرعته في الخليج، كان يريد أن يمدد من نفوذه وأساليب حضوره، وبلغت ذروة نفاذه في الثمانينيات الميلادية، حين حاول أن يستقطب بعض أنصاره ليؤسس خليةً يمكنها أن تنمو مع مرور الزمن بدعمٍ من حزب الله ومن إيران بطبيعة الحال، وهذه المعلومة يذكرها أحمد الموصللي في موسوعته حول الحركات الإسلامية؛ ذلك ان الحزب لم يكن يقتنع بأن نفوذه ينحصر في لبنان، أو في مواجهة إسرائيل، حاول الحضور في الخليج لأهدافٍ طائفية من جهة، ولهدف خدمة إيران سياسياً من جهةٍ أخرى. وأخيراً وليس آخراً كانوا يقولون حزب الله دولة داخل لبنان الآن صار لبنان دولة داخل دولة حزب الله! ولهذا وقفة أخرى في المقال القادم.