دعا الخبير في معهد واشنطن نادر اوسكوي في صحيفة (ذا هيل) المقربة من أوساط صنع القرار في العاصمة الأميركية للبدء بالتنفيذ الجاد لإستراتيجية ترمب ضد طهران. وقالت الصحيفة إن أولوية الرئيس ترمب هي وقف الحروب بالوكالة والعبث والطموح التوسعي للحرس الثوري الإيراني في عدد من الدول العربية على رأسها اليمن وسورية ولبنان والعراق وأفغانستان ولتنفيذ هذه المهمة يجب تفتيتها إلى عدة مهام صغيرة وقابلة للتحقيق. اليمن يعتبر الوضع في اليمن الأقل تعقيداً من بين الأماكن الأخرى التي وصلت إليها مليشيات إيران ومن الممكن البدء بالحل منها. يقوم الحرس الثوري الإيراني بتزويد المتمردين الحوثيين بالقوارب والمتفجرات التي يستخدمها المتمردون لضرب السفن السعودية والإماراتية وتهديد المصالح الأميركية في محاولة للسيطرة على مضيق باب المندب الإستراتيجي، كما قدم الحرس الثوري الإيراني للمتمردين الصواريخ الباليستية والتقنيات التكنولوجية التي تهدد أمن شبه الجزيرة العربية. كجزء من إستراتيجية ترمب لمكافحة الحرس الثوري الإيراني، علينا أن نوضّح للإيرانيين والحوثيين بأن القوات الجوية والبحرية الأميركية في المنطقة، جنباً إلى جنب مع شركائها في مجلس التعاون الخليجي، وستعترض نقل الأسلحة من إيران إلى الحوثيين وسوف تفكك منظوماتهم المهددة لأمن جيرانهم والممرات المائية الإستراتيجية قبالة الساحل اليمني. هذه الإجراءات إذا ما تم اتخاذها بحزم من شأنها أن تغير موازين القوى في كل أجزاء اليمن لصالح الحلفاء في حربهم البرية ضد المتمردين الحوثيين، كما سيتم "تلقائياً" تحقيق أهداف أخرى تحدث عنها الرئيس ترمب وهي وقف طموحات الحرس الثوري الإيراني التوسعية والمزعزعة للاستقرار إضافة لقطع الطريق على نقل الأسلحة من إيران لمليشياتها في المنطقة. سورية خطر محدق آخر ترسمه مليشيات إيران لكن بعيداً عن اليمن وشبه جزيرة العرب يكمن في سورية، حيث تشكل أنشطة الحرس الثوري الإيراني في سورية خطرا جسيما على حلفاء أميركا ومصالحها الإستراتيجية حيث بات الحرس الثوري الإيراني يمتلك جسراً أرضياً مهماً من الناحية الإستراتيجية يربط إيران عبر العراق بسورية حتى الحدود الإسرائيلية ولبنان والبحر الأبيض المتوسط. ومن شأن ممر النقل هذا أن يؤمن طريقا ممتازا يزيد من قدرة إيران على نقل القوات والعتاد لتعزيز نفوذها في المنطقة. علينا أن نعلم الإيرانيين بوضوح الآن بأننا وحلفاءنا مستعدون للقيام بعمل عسكري لوقف الحرس الثوري الإيراني ووكلائه ومنعهم من التحرك جنوبي دير الزور باتجاه الحدود العراقية لاستكمال هذا الجسر البري. العراق في العراق، يشكل وجود الحرس الثوري الإيراني ووكلائه على الحدود العراقية السورية تحت ستار حملة مواجهة تنظيم "داعش" في محاولة لاستكمال الجسر البري عبر الاستحواذ على المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق، الجيش العراقي هو القوة الشرعية للدفاع عن الحدود، ويمكن للقوات الأميركية فى العراق أن تدعم الجيش العراقى لتنفيذ عملية إزالة وكلاء الحرس الثورى من المناطق الحدودية. إجراءات حاسمة اتخاذ واشنطن إجراءات محددة وحاسمة في اليمن وسورية والعراق سيكون أول محاولة جادة لمواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، والتي لم تتوقف بشكل عام في السنوات الست الماضية من الحروب الأهلية والصراعات. في الوقت نفسه، ستحتاج الحكومة الأميركية وحلفاؤها إلى قطع مصادر تمويل الحرس الثوري الإيراني؛ حيث يسيطر الحرس الثوري الإيراني على نحو 500 شركة في إيران في مختلف القطاعات التي تدعم أنشطتها المزعزعة للاستقرار ووضع الحرس الثوري الإيراني مؤخراً من قبل الرئيس ترمب على قوائم الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية يجعل مهمة تضييق الخناق على نشاطات هذه الجماعة أسهل بكثير. أما بالنسبة للاتفاق النووي، تحتاج أميركا وحلفاؤها للمزيد من الحزم أيضاً ليس فقط باتفاقية تفرض حدود طويلة الأجل على إيران ومنعها مؤقتاً من العمل على زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم، بل يجب منعها كلياً من إنتاج وتخزين صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية وهذا من الممكن تحقيقه عبر بناء واشنطن لتحالف جديد 3+1 يضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة لإجبار إيران على الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي يحظر تطوير مثل هذه الصواريخ.