توفير الكتب الحديثة بلغات مختلفة بشكل مستمر هو دور أصيل في المكتبات العامة حافظت عليه منذ عقود، إلى أن للمكتبات العامة أدواراً أخرى تطورت بتطور التقنية والحياة الثقافية والاقتصادية لتحافظ على دورها كرافد مهم من روافد التنوير. في مكتبة الدوكلاند في مدينة ملبورن الأسترالية على سبيل المثال توفر المكتبة خدمات مميزة لرواد المكتبة، منها تقديم ورش عمل قصيرة مجانية وبشكل منتظم تشمل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصميم المواقع ومونتاج الأفلام، وتخصص مواقع للأطفال بحيث يتمكنون من ممارسة بعض الألعاب التعليمية ويعتادون على قراءة الكتب وتنمية مهارتهم منذ سن مبكرة، فضلاً عن خدمات ترفيهية تلائم مختلف شرائح الأسرة كطاولات تنس وألعاب الفيديو، وعلى الجانب الآخر تتوفر خدمات شبه ثابتة في مختلف مكتبات المدينة تشمل الكتب الورقية والإليكترونية وتسهيل الوصول لقواعد البيانات فضلاً عن أفلام بلغات مختلفة وحواسيب مرتبطة بالإنترنت. وعلى الجانب الآخر توفر المكتبات أنشطة تحقق مداخيل متنوعة ومنها تأجير غرف الاجتماعات، وتنظيم حفلات الزفاف بسعر رمزي، وإقامة المعارض الفنية، ومقاهٍ داخل المكتبات كل تلك الخدمات تسهل تحقيق مداخيل مالية يمكنها من تمويل بعض النفقات. وكنتيجة طبيعية لكل تلك الخدمات الثقافية والمعرفية، تحقق المكتبات العامة عوائد اقتصادية مباشرة مجزية للمجتمعات المحلية ويتم حسابها في بعض الدول بشكل منتظم، فعلى سبيل المثال يبلغ العائد على المكتبات العامة في ولاية تكساس عائدات 4٫64 دولارات لكل دولار يصرف على المكتبة وساهمت في توفير 11 ألف فرصة عمل، بينما في ولاية انديانا فيبلغ العائد على كل دولار يصرف على المكتبة عائد 2٫7 دولار وساهمت المكتبات في توفير 9 آلاف فرصة عمل، كل ذلك يوضح الأثر الاقتصادي المهم الذي تحققه المكتبات العامة. الخلاصة: المكتبات العامة في المملكة يمكن أن تقوم بدور مهم في تقديم خدمات ثقافية ومعرفية جيدة للمجتمع، لا سيما وأن معدلات القراءة في المجتمع منخفضة والعديد من الأسر ليس لديها مكتبات منزلية وهذا ما يزيد من معضلة تدني معدلات القراءة في المجتمع، فتطوير المكتبات العامة سيجعلها رافداً مهماً لنمو المملكة الاقتصادي والثقافي.