ثمّن علماء أزهريون، المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، تحت اسم "لا مكان للتطرف في الدين" مؤكدين أن كل تعاليم الإسلام تدعو إلى السماحة والسلام ونبذ كل أنواع التطرف والعنف، وأن ما يرتكبه المتطرفون باسم الإسلام من أعمال عنف وإرهاب ليس لها علاقة بالإسلام. وشددوا على أن هذه المبادرة تحتاج لدعم عربي وإسلامي للتأكيد على أن الإسلام جاء بالرحمة لعموم الناس، وأن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة. وكان أمين عام مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، قد أكد في تصريح سابق على هامش مشاركته في افتتاح المنتدى الدولي الثاني لمبادرة "لبنان أرض الحوار بين الحضارات والأديان" أن سمو ولي العهد، قد أطلق مبادرة ونداء تحت اسم "لا مكان للتطرف في الدين". وفي تعليقه قال الدكتور محمد أحمد أبو الشيخ أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة: إن المبادرة تؤكد على شيء ضروري أن الإسلام بريء من كل أعمال العنف والإرهاب، وكل الأعمال العدوانية التي يرتكبها المتطرفون باسم الإسلام. وتابع د. أبو الشيخ قائلاً: أن الإسلام جاء بالرحمة لعموم الناس، لقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، لافتاً إلى أن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة، وبالتالي فإن إلصاق تهمة التطرف والإرهاب بالإسلام أمر غير صحيح وفيه تجنٍ وظلم لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم. واختتم أبو الشيخ قائلاً: إن مبادرة الأمير محمد بن سلمان، تعكس مدى تصميم القيادة الرشيدة للمملكة وجميع الدول العربية والإسلامية على المضي قدماً في اتخاذ الإجراءات الضرورية لدحر الإرهاب في المنطقة واستئصال جذوره وتجفيف منابعه ومحاربة الفكر المتطرف بكل الوسائل الممكنة. أما الدكتور عبد الرحمن عباس الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بأسيوط فقد أكد أن مبادرة الأمير محمد بن سلمان، تستحق التأييد من الجميع لأنها تأتي في وقت عصيب تعاني فيه المنطقة من ويلات التطرف والإرهاب الأسود الذي بات خطراً يهدد الجميع، مضيفاً أن التطرف أول طريق للإرهاب وهو آفة تصيب الفكر بسبب الإنغلاق والتعصب وإشاعة التفسيرات المغلوطة عن الإسلام بين الشباب. وتابع قائلاً: لابد من تبني إستراتيجية تتعاون فيها المؤسسات الدينية والمؤسسات التعليمية والإعلام لمواجهة التطرف الفكري بين شباب الأمة، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح والوسطية الذي دعا إليها الإسلام في كل تعاليمه. من جانبه أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الديار المصرية أن مبادرة الأمير محمد بن سلمان "لا تطرف في الدين" تستحق التأييد من الجميع لأن بلداننا العربية اكتوت بنار الإرهاب، كما أن هذه المبادرة تحتاج لدعم عربي وإسلامي للتأكيد على أن الإسلام دين السلام، مضيفاً أن الإرهاب والتطرف أصبح خطراً يهدد الجميع، مما يحتم علينا جميعاً ضرورة التكاتف والعمل سوياً على كافة الأصعدة الفكرية والأمنية من أجل مواجهة هذا الخطر وأن الجماعات الإرهابية لا تستثني أحداً وإنما تضرب هنا وهناك لنشر أفكارها الضالة ومناهجها المشبوهة، ودعا نجم إلى ضرورة استمرار التكاتف العربي وتنسيق الجهود في مواجهة قوى الشر ومن يدعمها والضرب بكل قوة على يد جماعات الإرهاب التي تعمل على تنفيذ أجندتها الخاصة وتسعى لنشر الفوضى والخراب والدمار في المنطقة العربية والإسلامية، والتصدي لها بكل قوة وعدم التهاون معها. د. عبدالرحمن عباس