يستضيف النصر الليلة شقيقه ومنافسه التقليدي الهلال في مواجهة جماهيرية جديدة في كل شيء، ويواكبها مستجدات على الفريقين وعلى ساحة كرة القدم بشكل عام إذ يضم كل فريق ستة عناصر غير سعوديين، وإذا كان الهلال قد استقر على بعض أجانبه باستثناء الحارس العماني علي الحبسي والمهاجم الفنزويلي غليمن ريفاس والارجنيتني ماتياس بريتوس فإن النصر غير لاعبيه غير السعوديين بالكامل بتواجد لاعب الوسط محمد فوزير ومواطنه المدافع سعد لكرو ولاعب الوسط المصري حسام غالي والمهاجمين الليبيري ويليام جيبور والبرازيلي ليوناردو رودريجو. مباراة اليوم لا تخضع لأي مقاييس سواء الفوارق الفنية التي يراها المحللون تميل لصالح الهلال أو موقع كل فريق في سلم ترتيب الدوري أو كون الهلال تأهل إلى نهائي كأس أندية القارة، كل هذه العوامل تختفي بعد انطلاق صافرة الحكم. التنافس التقليدي سيلقي بظلاله على المباراة، ولن يستطيع ناقد أو محلل التوقع لها وهي تجمع الهلال والنصر، وليس بالضرورة أن يكون هناك فريق قوي يمنح الأفضلية وآخر ضعيف يتوقع له الخسارة خصوصاً وأن الفريقين يلعبان على ذكرى خماسية الدوري التي غاب عنها رئيس النادي والمهاجم محمد السهلاوي ولاعب الوسط أحمد الفريدي، وكان الحاضر وقتها في أسوأ حالاته الفنية والنفسية وتلقت شباكة خمسة أهداف احتفل معها الهلاليون بالتتويج بلقب أبطال الدوري، وحتى الجماهير الصفراء تركت فريقها وغابت عن اللقاء إلا من قلة قليلة لم توفق معها الإدارة في إثارة مشكلة إبعادها عن المقاعد في محاولة للتغطية على أوضاع الفريق التي كانت لا تسر أي مشجع نصراوي. الذين يرون أن الهلال أقرب للفوز عليهم فقط العودة بالذاكرة إلى مباريات عديدة جمعت الفريقين وجاءت نتائجها عكس كل التوقعات، وهذا هو عالم كرة القدم لا يعترف إلا بمن يعطي داخل الملعب لا الأسماء، ولعل الجميع يتذكر أيضاً التوقعات قبل مواجهة الاتحاد والهلال الماضية في جدة والتي كانت تصب في مصلحة الأخير الأقوى فنياً، لكن في النهاية قدم «العميد» واحدة من أجمل مبارياته وعوض نجومه كل عوامل النقص، ونجا الفريق «الأزرق» من الخسارة وهذا السيناريو متوقع أن يتكرر من النصر الذي يمتلك قوة ضاربة في الهجوم والوسط وهو لم يخسر بعد في الدوري شأنه شأن الهلال ولا يريدها خسارة أولى، أمام «الزعيم» الذي يعاني لاعبوه من الضغط لأنهم مطالبون في الاستمرار في الصدارة التي يتقاسمونها مع الأهلي المتفوق بفارق الأهداف فضلاً عن كون أذهانهم مشتتة ما بين المنافسة المحلية والقارية ويلعبون بحذر خشية الإصابات قبل النهائي القاري. كل الأماني أن يقدم الفريقان مباراة مثيرة ومتميزة فنياً يستمتع بها الحضور في الملعب والمشاهدون خلف الشاشة الفضية بعيدة عن الشحن النفسي والشد العصبي والأداء الخشن وعكس تطور الكرة السعودية.