*يسأل كثير من المرضى وأقاربهم عن وضع المريض بعد تركيب الدعامة الشريانية التاجية: هل فيه حمية معينة يجب أن يستمر عليها؟ يقدر يسوق سيارته؟ يقدر يسافر؟ يقدر يسوي رياضة؟ وماهو نوع تلك الرياضة؟ إلى متى يجب ان يستمر على مسيلات الدم ؟...الخ * وسنلخص نصائح ما بعد تركيب الدعامة التاجية للمريض وأهله على شكل نقاط حتى يسهل الاطلاع عليها: العناية بجرح القسطرة: بعد 24 ساعة من الخروج يستطيع المريض إزالة اللزقة الموضوعة على الجرح ويستطيع الاستحمام واستخدام العطورات ان شاء.. كما أنه من غير الطبيعي ان يكون هناك ألم مستمر وشديد في منطقة الجرح وفي تلك الحالة يجب مراجعة الطبيب الذي عمل القسطرة.. كما يجب على المريض الابتعاد عن حمل الأوزان الثقيلة او الجهد المتعب لمدة 48 ساعة حتى يلتئم الجرح جيداً. الرجوع للعمل: إذا كانت القسطرة علاجية كما هو سياق الحديث فإن المريض -إذا لم يكن لديه جلطة - يستطيع الرجوع من اليوم الثاني إذا كان عمله مكتبياً اما إذا كان بدنياً شاقاً فبعد ثلاثة ايام.. أما من حصل لديه جلطة حادة فمن المتعارف عليه ان يرجع الى عمله بعد شهر كامل. ادوية السيولة: هناك دواءان يعطيان للمريض قبل وضع الدعامة التاجية ويستمر عليهما بعد خروجه لفترة من الزمن تطول وتقصر حسب نوع الدعامة.. فاذا كانت الدعامة "غير معالجة" فإنه يستمر على الأسبرين والبلافكس لمدة شهر واحد ثم يواصل على الاسبرين فقط اما اذا كانت معالجة فإنه يجب ان يستمر عليهما لمدة سنة واحدة على الاقل ثم يواصل على الاسبرين فقط.. ومن اخطر الاخطاء التي يقع فيها بعض المرضى ان يوقف تناول هذين الدواءين اما لخوفه منهما او لانتهاء العبوة التي اعطيت له من المستشفى او عدم اهتمام بهما.. والمشكلة تكمن في تخثر الدعامة التاجية وانسدادها وبالتالي جلطة حادة في القلب.. وهي تختلف عن الجلطة الحادة العادية بأنها أخطر بكثير حيث تصل نسبة الوفيات فيها الى 50% (وهو خمسة اضعاف خطورة الجلطة العادية).. ومن المفاهيم الخاطئة المنتشرة ان الاسبرين والبلافكس ادوية سيوله والحقيقة انها ادوية مضادة تمنع التصاق صفائح الدم بالدعامة التاجية المصنوعة من الكوبالت اما أدوية السيولة فيقصد بها التي تسيل الدم بسبب تأثيرها على عوامل التجلط مثل الهيبارين والورفارين فهناك بعض المرضى لا ينتظم على تلك الأدوية بسبب اعتقاده ان سيولة الدم لديه زائدة بسبب كثرة الرعاف!! ولم يعلم ان كثرة الرعاف قد يكون لها اسباب متعددة غير سيولة الدم. تقرير يوضح نوع الدعامة: يجب ان يكون مع المريض تقرير يوضح نوع الدعامة وطولها واين وضعت وكيف حالة وضع الشرايين الأخرى ولماذا تم وضعها.. فقد يحتاج تلك المعلومة اثناء السفر او لديه عملية طارئة. قيادة السيارة والسفر: يستطيع المريض القيادة والسفر حسب حالته المرضية التي وضعت الدعامة لأجلها فمثلاً.. بعد جلطة القلب الحادة لا يسمح بقيادة السيارة لمدة شهر وأما السفر بالطائرة فبعد اسبوع إذا دعت الحاجة لذلك وذلك اجتناباً لحصول مضاعفات تحصل على المريض وتعرض الآخرين للمخاطر.. اما إذا وضعت الدعامة لمريض الذبحة الصدرية فإنه يستطيع قيادة مركبته بعد اسبوع حسب التوصيات العلمية اما السفر بالطائرة فبعد 24 ساعة إذا دعت الحاجة الى ذلك. نوعية الأكل: ينصح مرضى القلب عموماً باجتناب الدهون الحيوانية المشبعة والدهون المتحولة والاكثار من الخضروات والفواكه واكل اللحوم البيضاء قليلة الدهون مثل الاسماك وصدر الدجاج ولحم الحاشي. إيقاف التدخين: وهذه النقطة تحديداً من أصعب الخطوات على مريض القلب ولكنها اكثرها فائدة له.. فلو وضعت أدوية المريض في كفه ووضع إيقاف التدخين في كفة لرجحت كفة إيقاف التدخين.. ولابد من تعاون الطبيب وأهل المريض وزملائه في العمل في استمرار الضغط عليه بنصحه بإيقاف التدخين حيث يجد الضغوط من البيت والعمل وعند زيارة الطبيب وقد أثبتت الأبحاث العلمية ان معدل الاقلاع عن التدخين يزداد كثيراً عند تضافر تلك العوامل الثلاثة مقارنة بترك المريض يتخذ القرار المناسب الذي يراه.. وقد رأيت عدة حالات تضيقت فيها الدعامة التاجية خلال تسعة اشهر بسبب الاستمرار على التدخين.. بل إن بعضهم يعتقد خطأ انه الآن شرايينه سليمة ويستطيع التدخين كيفما يشاء!! الرياضة: من خصائص الاستدامة على الرياضة انها تبطئ وتقاوم تضيق الشرايين وترسب الكلسترول الضار داخل الدعامة التاجية.. ولذلك لابد من المداومة عليها وان قلت مدة الرياضة الفعلية ويستطيع الانسان ان يختار ما يشاء من انواع الرياضة بالذات التي ترفع نبضات القلب مثل المشي والسباحة وقيادة الدراجات الهوائية..الخ. المنشطات الجنسيه: يستحي كثير من المرضى من مناقشة ذلك مع طبيبه وقد يضر نفسه بشدة حيائه ويقوده ذلك الى سؤال من يجهل في ذلك العلم فيقوده الى حتفه.. وهناك شرطان مهمان للسماح للمريض باستخدام المنشطات الجنسية- في سياق موضوعنا- أولها انه تم وضع دعامات في الضيقات الشريانية وتم التحكم بنقص التروية القلبية فبالتالي يستطيع المريض اداء الجهد البدني مثلا السير بسرعة 4 كلم في الساعة لمدة ثلاث دقائق في مرتفع درجة ارتفاعه 10% ثانيها الا يأخذ المنشطات الجنسية الفياجرا واخواتها في من يستخدمون النيتروجلسرين بجميع انواعه فإن ذلك يسبب هبوط الضغط المفاجئ والوفاة لا سمح الله.. ولذلك ننصح مرضى القلب عموماً اذا احتاجوا وبعد موافقة طبيبهم باستخدام الفياجرا فقط لأنها قصيرة المفعول وبأقل جرعة ممكنة وعلى قدر الحاجة فقط لكي لا يمنعه من استخدام حبات او بخاخ النيتروجلسرين عند الحاجة إليه بحدوث الم الصدر. ونختم بمفهوم دقيق يحتاج الى التمعن من جميع مرضى الدعامات الشريانية وهي "إن الدعامة الشريانية ليست الحل السحري لضيقات الشرايين وانما لإعطاء المريض فرصة لتعديل نمط حياته السابق الذي أدّى لتضيقها والا فسيعود التضيق من جديد لتلك الدعامات" ادام الله عليكم لباس الصحة.