ربما يكون من الطبيعي أن يتمنى مشجع خسارة غريم تقليدي أمام أي منافس قاري من باب التنافس الرياضي، وهذا الأمر نشاهده في دول كثيرة متقدمة حضارياً وكروياً، ولكن هذه الفئة من المشجعين تبقى في معظم الدول "أقلية". يبدأ الأمر بالخروج عن نطاقه الطبيعي عندما تتبنى أصوات وأقلام إعلامية تنتسب لجهات رسمية هذه المهمة وتبدأ في تكوين روابط جماهيرية تناصب ممثلي الوطن العداء الكروي وتتنقل بين مدرجات الخصوم باختلافهم مصطحبة خلفها مجموعة من المشجعين المتعصبين وناشرة لعدوى التعصب في الوسط الرياضي وبعيدة كل البعد عن المبادئ الحقيقية للرياضة وكرة القدم، من التنافس الشريف، والروح الرياضية، وهذه الفئة المحسوبة على الإعلام الرياضي لا تصدر له إلا الكراهية والتعصب وهذا ما يظهر بوضوح في منصات التواصل الاجتماعي التي نتلمس فيها احتقاناً جماهيرياً من ميول مختلفة ضد فريق سعودي سيلعب نهائي آسيا بعد نحو ثلاثة أسابيع. كل إعلامي "تبجح" بالوقوف مع فرق خارجية ضد ممثل للوطن هو مذنب ليس بحق مبادئ الرياضة فحسب، بل بحق شريحة من الجماهير التي فقدت المعنى الحقيقي للروح الرياضية والتنافس الشريف في وسط قام بتلويثه إعلاميون متعصبون بدافع الميول! الطفرة التي تعيشها الكرة السعودية بوصول المنتخب لكأس العالم ووصول ممثل الوطن الهلال للنهائي الآسيوي، بارقة أمل تلوح في الأفق للحد من هذه الظاهرة الدخيلة على وسطنا الرياضي، وكلنا أمل بأن يُوفق الهلال بالفوز بالبطولة ليعيد الكرة السعودية لمكانها الطبيعي بين كبار القارة، ولأن هذه النتائج الإيجابية تقطع الطريق على المحتقنين. خاتمة بعد ثلاثة أعوام من نهائي 2014، الهلال يصل مرة أخرى لنهائي آسيا وسط غياب تام للأندية السعودية ليثبت أنه فرس الرهان الأنجح للكرة السعودية، كل المعطيات من جودة لاعبين وقيمة مدرب وعمل إدارة، تجعل هلال 2017 مرشحاً للفوز بآسيا أكثر من أي وقت مضى لكن هذه المعطيات بحاجة لمن يترجمها عملياً يومي 18 و25 نوفمبر.