كلنا يعرف ويعي الخطر الذي تمثله إيران على أمن واستقرار المنطقة من خلال سلوكها العدواني التوسعي غير المسؤول، فإيران تسعى إلى إيجاد بؤر للتوتر وإشعال الفتن والصراعات من أجل تحقيق مصالح لا تصب إلا في مصلحتها دون غيرها حتى ولو كان ذلك على حساب أمن الدول واستقرارها وتنميتها. الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس ترمب أكثر وعياً من سابقتها في التعامل مع الملف الإيراني بكل تفاصيله وتداعياته وخطورته، من أجل ذلك اتخذت من الإجراءات ما يكفل وقف الأنشطة الإيرانية التخريبية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ولم تقصر انتقاداتها على الملف النووي الذي هو أحد عناصر عدم استقرار المنطقة، إضافة إلى عناصر أخرى لا تقل أهمية تسعى إيران من خلالها إلى فرض هيمنتها عبر تدخلها في شؤون الدول الأخرى كما يحدث في سورية واليمن، فالسفيرة الأميركية بالأمم المتحدة نيكي هيلي قالت لمجلس الأمن: "الحكم على إيران بالحدود الضيقة للاتفاق النووي يغفل الطبيعة الحقيقية للتهديد، يجب الحكم على إيران بمجمل سلوكها العدواني والمزعزع للاستقرار وغير القانوني، أما فعل غير ذلك سيكون حمقاً"، وهو كلام منطقي فلا يمكن حصر المشاكل مع إيران في الاتفاق النووي دون غيره، فالسلوك الإيراني لا يقتصر عليه بل يتجاوزه إلى خروقات متعددة للأمن الدولي، وهو أمر ليس بجديد، وإنما ممتد منذ عقود دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً رغم التحذيرات المتتالية التي أطلقت ونبهت إلى الممارسات الإيرانية الخارجة عن القانون الدولي بالمجمل وبالتفصيل. لابد أن تكون هناك وقفة حازمة مع النظام الإيراني وردعه عن مخططاته التي لا تريد خيراً بالمنطقة ولا بشعوبها، يجب أن لا ينظر إلى إيران فقط من باب الملف النووي بل بالمجمل كما قالت السفيرة الأميركية، وغير ذلك علينا أن نتوقع سلوكاً أكثر عدوانية من إيران سيتفاقم مع الزمن ما لم يتم ردعه وبقوة.