انطلقت أعمال المؤتمر الإسلامي الثاني للأوقاف تحت شعار (أوقف لأجر لا يتوقف) بمكةالمكرمة بحضور أكثر من (500) شخصية بين خبير واقتصادي ومهتم من (57) دولة إسلامية، وذلك بهدف نشر الوعي المجتمعي بأهمية الأوقاف وأثرها على المجتمع المحلي والإسلامي، والخروج بمبادرات وقفية تنموية قابلة للتنفيذ، تحت رعاية وحضور الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي السفير عبدالله عالم، نيابة عن أمين عام المنظمة د. يوسف العثيمين. وألقى كلمة الأمانة العامة للمؤتمر رئيس اللجنة المنظمة م. محمود أحمد العوضي، عرّف الحاضرين فيها بالمؤتمر السابق وما صدرت فيه من توصيات والتي بدأ العمل في تنفيذها من خلال عقد شراكة علمية مع جامعة أم القرى، والجمعية العلمية السعودية للوقف. كما بين العوضي أن المؤتمر الحالي سيشهد جلسات علمية وورش عمل وأوراق عمل نقاشية، ومزاداً للمبادرات. وأكد العوضي أن أمانة المجلس سعت إلى عقد شراكات مع القطاعات الثلاث لتحقيق أهداف المؤتمر، والسعي لتنفيذ التوصيات، وكذلك العمل على تمويل المبادرات لأعمال وقفية تنموية يعود أثرها على المجتمع. من ناحيته دعا الشيخ د. سعود الشريم عميد كلية الدراسات القضائية والأنظمة وإمام وخطيب المسجد الحرام في كلمته التي ألقاها نيابة عن مدير جامعة أم القرى، المشاركين في المؤتمر بتجديد الطرح والمواكبة لرفع المستوى الإيجابي الذي يخرج عملاً نوعياً وصناعة الفرص في المؤتمر الوقفي. وقال :"طرق تنمية الأوقاف قفزت قفزة غير مسبوقة، والأرصدة الملكية بلغت أرقاماً فلكية لم تكن كما كانت من قبل، منوهاً إلى أن الثروة المالية للبعض جعلت بعض الأوقاف كافية لأن تستوعب بلداً برمّته". وأشار الشريم إلى أن المؤتمر الحالي يسعى لأن يكون مميزاً عن باقي المؤتمرات وليس نسخة مكررة منها، وذلك بتجديد الخطاب والطرح الوقفي وأسلوبه، داعياً لتصحيح المفاهيم الملتبسة تجاه شعيرة الوقف،إضافة إلى تقديم الدراسات العلمية النافعة في ذات المجال. وفي الجلسة الافتتاحية التي كانت بعنوان (المسؤولية الدولية في الأوقاف التنموية) ألقى الأمين العام المساعد للشؤون السياسية في منظمة التعاون الإسلامي السفير عبدالله عالم، نياية عن د. يوسف العثيمين أمين عام المنظمة، ذكر فيها أن المؤتمر يسعى من خلال ورش العمل والجلسات النقاشية إلى نقل الخبرات الوقفية والتعريف بأنظمتها في الدول الإسلامية، وكذلك طرح الحلول العلمية والعملية للتحديات التي تواجه الأوقاف، وكذلك تعزيز الإساهمات التنموية للأوقاف بما يخدم رؤية المملكة 2030. وعدّد الشيخ محمد الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، وكذلك د. أحمد بن محمد علي الرئيس الفخري لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أمثلة خلال العصور الإسلامية وأخرى في عصرنا الحالي، مثل وقف لتأمين وتجهيز العروس، وكذلك وقف لدفع مبلغ للخدم الذين تنكسر على أيديهم الأدوات، وأيضاً وقف لتأمين حبر للعلماء وطلاب العلم. ودعا د. أحمد محمد علي في كلمته المشاركين إيجاد منتجات وقفية تلبي احتياجات الزمن الحالي، كما طالب بإيجاد دعم لمراكز البحوث والدراسات المتخصصة في شأن الأوقاف. وطالب د. أحمد بالاهتمام بشكل أكبر بالصناديق الوقفية واستيعاب المتطلبات الحديثة على مختلف الأشكال سواء الوقف الصحي، أو السكني، وغيرها من الأوقاف، وتفعيلها لتحقق أهدافها المنشودة. من ناحية أخرى، دعت رابطة العالم الإسلامي إلى تفعيل الشراكات بين مؤسسات الأوقاف والحكومات والمنظمات الدولية المتخصصة، والعمل على زيادة الوعي المجتمعي بالأوقاف، ودراسة أفضل الوسائل لإقناع أفراد المجتمع بدعم مشروعات الأوقاف، ودراسة إنشاء وحدات متخصصة لتسويق مشروعات الأوقاف في المنظمات غير الربحية. جاء ذلك في ورقة لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة للرابطة تحت عنوان (الأوقاف الإنسانية – تجربة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية) التي قدمها الأمين العام للهيئة حسن شحبر، في المؤتمر. ودعا الأمين العام للهيئة إلى عقد شراكات مع رجال الأعمال المتخصصين في الجانب التعليمي والصحي لإقامة مشروعات متخصصة في التعليم والصحة؛ حيث إن لدى هيئة الإغاثة مواقع وأراضي متميزة في كثير من الدول يمكن الاستفادة منها في تحقيق عوائد كبيرة، ثم قدم الأمين العام للهيئة عرضًا مُصوَّرًا للحضور عن مشروعات أوقاف الهيئة في مكةالمكرمة. وكان شحبر قد قدم في بداية الورقة عرضًا تعريفيًّا لأنشطة ومهام هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وأنها منظمة خيرية إنسانية منبثقة عن رابطة العالم الإسلامي، عالمية الأداء وتتعاون مع الواهبين لتقديم هباتهم للمحتاجين في مختلف دول العالم، وهي ذات شخصية اعتبارية مستقلة، ورؤيتها أن تكون مرجعية للأعمال الخيرية والإنسانية، ورسالتها الريادة في العمل الخيري المؤسسي بما يخدم الإعمار والإنسانية، وأن تصبح بيت خبرة في مجال العمل الخيري.