في أكثر من جبهة، وعلى غير محور بدأ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية المستشار تركي آل الشيخ معركة التطهير الرياضية التي يريد من خلالها إعادة ترتيب الساحة التي كانت بحاجة لهذا النوع من التحركات لإعادة الأمور لوضعها الطبيعي. لأعوام ظلت الساحة الرياضية تشهد حالة من الفوضى إدارياً ومالياً وفنياً وحتى إعلامياً من دون أن يتم السيطرة على مكامن الخلل، على الرغم من بعض المحاولات التي تمت لكن من دون فائدة، إما لعدم وجود الإرادة أصلاً، أو لخشية الدخول في صراع مع الجبهات المتعددة، غير أن الأمور باتت اليوم مختلفة تماماً، فهناك قائد قرر خوض المعركة، لبسط نفوذه على الواقع الفوضوي. لم يفعل آل الشيخ أكثر من التسلّح بالإرادة، وتعزيز هذا التسلّح بقوة القانون لخوض معركة التطهير لاستعادة القرار المستلب أولاً، ووضع الأمور في نصابها الحقيقي ثانياً، فكان الشهران اللذان قضاهما منذ نيله ثقة القيادة بمثابة توغل على جبهات المعركة التي قرر خوضها، فنجح في هذه المدة الوجيزة في إحداث اختراق للنقاط التي يتمركز فيها من اعتادوا على إحداث الفوضى في الساحة الرياضية. لقد قالها صريحة في مداخلته العاصفة عبر برنامج "أكشن يادوري" بأن ما يقوم به هو تطهير للرياضة، وقد أحسن اختيار المصطلح المناسب للعملية التي يباشرها بنفسه، ولعل ما كشفه في تلك المداخلة يعبر بدقة عن حراكه، فمستوى العبث الذي بلغه بعض المسؤولين الذين سماهم بالاسم لا يمكن القبول به، ولا حتى تبريره، فضلاً عن السكوت عليه، فكانت قرارته بحقهم بحجم ما أحدثوه من تجاوزات خطيرة، إن على مستوى أنديتهم أو خارجها، فكان الجزاء من جنس العمل. ذلك ما يتعلق بارتباط هيئة الرياضة مع الأندية، ومع اتحاد كرة القدم، وقد نشهد تصحيحاً مماثلاً في اللجنة الأولمبية بعد تزكيته رئيساً، وقد بدأ ذلك من خلال عاصفة التغييرات التي أحدثها في الاتحادات الرياضية، وستكون الأيام المقبلة -بلا أدنى شك- حبلى بالكثير داخل هذه المؤسسة التي كنا ولا زلنا نعّول عليها في وضع الرياضة السعودية في مسارها الصحيح. الأجمل في هذه المعركة أنها أصبحت تشهد تأييداً إعلامياً وجماهيرياً من مختلف الميول والتوجهات، وجمالها يكمن في أنها أعادت ترتيب كثير من الفوضى في هاتين الساحتين، وإن كانتا لا تزالان تحتاجان لعمل آخر موازٍ للعمل القائم الآن، وهو ما نتوقعه في القريب لتكتمل مراحل تطهير الساحة الرياضية.