أسبوع حافل بالتهاوي القطري فلم يكن ظهور الدكتور محمد المسفر والمقرب جدًا من "الأمير البائد" في تلفزيون قطر الرسمي وليد صدفة أو مجرد دعوة عابرة لضيف عابر بل لقاء أُعد له بعناية وحددت محاوره سلفًا ليبث عبر قناة رسمية ومن شخصية اعتبارية معروفة بقربها من صانع القرار القطري كرسالة تهديد من تنظيم الحمدين لشعب قطر الشقيق والذي نعلم ويعلم العالم أجمع بمكونه القبلي العربي العريق إذا استثنينا المجنسين ممن جلبهم هذا التنظيم لخلق توازن سكاني يحميه من السقوط لعلمه اليقين بأن شيوخ وأهل قطر الأحرار لن يقبلوا بهذه السياسات الغادرة مع العدو فكيف بها مع الأشقاء ومن تربطهم بهم أواصر المحبة والأخاء، فخروج مستشار "الأمير البائد" على شاشة قطر الرسمية لإطلاق تهديداته بإبادة القبائل القطرية بالأسلحة المحظورة والمحرمة دوليًا كالغازات الكيماوية السامة وغيرها من الأسلحة التقليدية والمحرم استخدامها دوليًا ضد المدنيين الأبرياء يعد تجاوزًا وخرقًا لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية كما أنه عبث واستهتار بأرواح الشعب القطري، ولا يخرج هذا التهديد عن إطار التهور والانتحار السياسي الذي يصعب على حكومة قطر من التعامل معه وتحمل تبعاته الإقليمية والدولية وردة الفعل الفورية على مثل هذه التصرفات غير المسؤولة، فاللقاء لم يكن يخلو من التعالي على واقع الأزمة وممارسة المراهقة السياسية والتي أكدت لنا انعدام النضج السياسي عند من يديروا الأزمة في قطر حيث تبين لنا من هذا اللقاء ما يدور فعليًا في دهاليز مجلس الحمدين من أحاديث وأفكار متداولة خطيرة لا تخرج عن دائرة الإجرام والترهيب المعتادة من هذا التنظيم العدواني، الذي بدأ يعاني فعليًا من بداية تصاعد الضغوط الشعبية القطرية وتململها من سياساته المتخبطة والعبث بنسيجها الاجتماعي وعزلها عن محيطها العربي، وإثخانها باستنزاف ثرواتهم ومقدراتهم في فساد ورشاوى وشراء ذمم وتمويل إرهاب وفوضى، ليتبعه تهاو آخر ببيع جواهر صناديقهم الاستثمارية السيادية والتنازل عن أهم أصولها التجارية العالمية والتي عملت على امتلاكها طوال عقدين من الزمن بشكل دراماتيكي أثار تساؤلات القطريين أنفسهم قبل غيرهم عن أسباب هذا التراجع السريع والمحاولات اليائسة لسد وتغطية مراكز المستثمرين المالية ممن غادروا الدوحة وغادرت بصحبتهم الثقة في الاقتصاد القطري وهو ما جعل أحد كبار اقتصاديي قطر يخرج عن السيناريو المحدد له في مقابلته لتتساقط دموعه بلحظة صراع لا إرادية مع عقله الباطن الذي رفض الاستمرار بخداع العالم مبتعدًا بدموعه ومشاعره عن تزييف وتدليس قنوات ومواقع وحسابات الكذب والإفتراء القطرية ليعبر بدموعه عن حقيقة الموقف الاقتصادي القطري، وعلى صعيد آخر وأقرب ما يكون للبلطجة والتشبيح شاهد أغلبنا التهاوي والإفلاس الكبير لهذا التنظيم عندما لجأ في خطوة غير مسبوقة بتهديد بعض الأفراد والمثقفين والإعلاميين السعوديين بتهديدات خرقاء جوفاء مباشرة وغير مباشرة من خلال الرسائل والمكالمات ومواقع وبرامج التواصل ليشهر بذلك إفلاسه الكبير وإطلاق رصاصة الرحمة على تماسكه السياسي المزعوم، وعلى كل قطري خليجي حر أن يستشعر المرارة وهو يشاهد الأضرار والخسائر الفادحة التي لحقت بوطنه من زاوية المواطن القطري الأصيل لا من زاوية حكومتة المخترقة ومواطنيها من "الأجانب" المتقطرنين وأن يتساءل في خلوته مع ألمه على حال وطنه هل عليه أن يصمت أكثر على اتجاههم بوطنه نحو الهاوية أو أن يتدارك وطنه ويصرخ كما صرخ غيره "حسوا بقطر يا الحمدين".