في البداية لعلي أشيد بزيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- الموفقة لدولة روسيا الاتحادية والتي كان من ضمنها توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة وكان أحدها مذكرة تعاون لتوطين الصناعات العسكرية. ويعتبر توقيع مذكرة التعاون لتوطين الصناعات العسكرية ثمرة لجهود سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع التي بدأت منذ عام 2015م، وكان حرص سموه في تلك الزيارة على أن تحتوي تلك المذكرة على نقل وتوطين الصناعات العسكرية، وليس فقط شراءها واستخدامها، بل واشتملت على تعاون الطرفين لوضع خطة لتوطين صناعة واستدامة أجزاء من الأنظمة المتقدمة التي وردت في تلك الاتفاقية. تُعد المملكة الْيَوْمَ من أكثر خمس دول في العالم في الإنفاق العسكري، غير أن بحدود 5 ٪ من هذا الإنفاق ينتج محلياً، ولهذا أتت رؤية المملكة 2030 لتحقيق هدف توطين ما يصل إلى 50 ٪ من الإنفاق العسكري بحلول (1452ه - 2030م) بإذن الله تعالى، وهذا الأمر بطبيعة الحال سيخلق قطاعاً صناعياً كبيراً وسوف يولد عدداً كبيراً من الوظائف لأبناء هذا الوطن. إن الأثر الإيجابي لتوطين الصناعات العسكرية لا يقتصر على توفير جزء من الإنفاق العسكري فحسب، بل يتعدّاه إلى دعم نوعي للاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص للمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي ستعمل في هذا المجال وأيضاً ستوجد بإذن الله أنشطة صناعية وخدمات مساندة كالمعدّات الصناعية والاتصالات وتقنية المعلومات. ويجد نقل وتوطين التقنيات في المجال العسكري الاهتمام الكبير من قادة هذا الوطن، ويتجسد هذا الاهتمام في قرار مجلس الوزراء لإنشاء الهيئة العامة للصناعات العسكرية، على أن تكون مستقلة مالياً وإدارياً، بحيث يكون لها مجلس إدارة برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء. وستتولى هذه الهيئة قيادة جهود توطين الصناعات العسكرية. وأيضاً إعلان صندوق الاستثمارات العامة إنشاء الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وغيرها من الشركات المحلية التي تعمل في هذا المجال. إضافة إلى وجود مراكز البحث والتطوير المتخصصة في هذا المجال ومنها المركز الوطني لتقنية المستشعرات والأنظمة الدفاعية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وعدد آخر من مراكز الأبحاث الأخرى. من جانب آخر، تمثل أنظمة الدفاع التي حصلت عليها المملكة من روسيا، أهمية إستراتيجية لأنه مثل هذه الأنظمة والأسلحة النوعية سيساعد بكل تأكيد المملكة على حماية أراضيها ومقدساتها، وهذا بلا شك سيساهم في رفع المعرفة والقدرات العسكرية لقواتنا المسلحة. وتعد الأنظمة الدفاعية مهمة جداً لأي بلد وحصول المملكة على الأنظمة الدفاعية المتقدمة من روسيا بكل تأكيد سيضيف على المنظومات الأخرى التي توجد لدى قواتنا المسلحة. ويمكن الإجابة على سؤال كيف تخدم في حماية واستقرار المملكة ومنطقة الشرق الأوسط؟ وهي أن المملكة تعتبر ذات ثقل سياسي واقتصادي وعسكري كبير جداً في المنطقة وعلى مستوى العالم أيضاً واستقرارها سيدعم استقرار المنطقة بكل تأكيد، وامتلاك مثل هذه الأنظمة مهم ضد أي تهديد ليس على المملكة فقط بل لحماية منطقة الخليج كافة. حفظ الله مملكتنا الغالية وسدد خطى القائد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وجميع أبنائه المخلصين.