سجلت الغرفة التجارية الصناعية بأبها مسيرة مشرفة عبر قرابة الأربعة عقود الماضية، فمنذ تأسيسها عام 1401ه أخذت على عاتقها تنظيم ودعم الحركة الاقتصادية والصناعية، وكانت شريكاً هاماً في بناء مسيرة التنمية للإنسان والمكان بمنطقة عسير كافة وذلك في ظل الدعم الدائم من القيادة الرشيدة. وأتت احتفالية غرفة أبها التي نظمتها في شهر ذي الحجة الماضي بمناسبة مرور 37 عاماً على إنشائها، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير في إطار الاحتفال باختيار أبها عاصمة السياحة العربية 2017م، أتت تخليداً لرحلة الإنجازات والنجاحات التي شهدتها تلك الفترة، التي أسهمت من خلالها في تطوير البيئة التجارية وتنامي الحركة الصناعية، بما قدمته من برامج تجارية ودعم لرجال الأعمال بكافة فئاتهم، إضافة إلى تنظيم العديد من المعارض والمؤتمرات. مبادرات واتفاقيات مستمرة لريادة الأعمال وأربعة ملايين لدعم الأسر المنتجة بالمنطقة انطلاقة المسيرة: وكشف تقرير للغرفة التجارية بأبها مسيرة الأربعة عقود تلك التي انطلقت منذ فكرة تأسيسها بدعم كبير ومثمر من إمارة المنطقة، وكذلك وزارة التجارة وللمرحوم الشيخ إسماعيل أبو داود. حيث تم تأسيسها عام 1401 هجرياً لتباشر أعمالها في غرة ذي القعدة، وتطورت الغرفة عبر سنواتها لتلعب دوراً حيوياً في تمثيل وحماية مصالح وتطوير القطاع الخاص بمنطقة عسير، فبدأت بعدد 9 موظفين وعدد مشتركين 500 منشأة أعمال، والآن يعمل بها وفروعها نحو 135 موظفاً من الكفاءات، ويقدمون خدماتهم المتنوعة إلى حوالي 31 ألف مشترك. استقرار مالي: وأكد التقرير أن الغرفة استطاعت منذ انطلاقة أعمالها الحفاظ على استقرارها المالي، وذلك بما تتمتع به من امتلاكها أصولاً مختلفة ومتنوعة بعدة مناطق بعسير. إضافة إلى سيولة مالية تقدر بنحو 42 مليون ريال تقريباً مستثمرة في ودائع واستثمارات آمنة. شراكة اجتماعية: وبيّن أن ضمن مسؤولياتها الاجتماعية بالتعاون مع إمارة المنطقة ساهمت في عدد من الفعاليات والبرامج، فيما أقامت العديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات في التوعية الاجتماعية، إضافة إلى برامج التدريب التي أقامتها للعديد عدد من شباب المنطقة وذلك بمعهد التدريب الخاص بالغرفة، وكذلك الفتيات في مبنى مستقل يتم تدريبهنَّ فيه، إضافة إلى مساهمتها بدورات تخصيصه للطلاب المتفوقين وأبناء الشهداء. واستقطبت الكثير من شركات التدريب في كافة مجالات الأعمال وكذلك مدربات لسيدات الأعمال علاوة على مساهمات مالية كبيرة لعدد من الأنشطة الاجتماعية بالمنطقة. اتفاقيات لخدمة المنطقة: ورصد التقرير العديد من الاتفاقيات من أهمها ما عقدته مؤخراً، حيث أبرمت اتفاقية تعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والتي تهدف إلى إنشاء حاضنة أعمال بادر للتقنية بمنطقة عسير، التي تهدف لدعم الشباب وتوفير سبل النجاح لهم وتمكينهم وتطويرهم في مجال حاضنة الأعمال التقنية. المنشآت العائلية كما وقعت اتفاقية تعاون مع السوق المالية بالمملكة (تداول) وذلك بشأن تقديم الدعم الكامل من قبل تداول للشركات العائلية بمنطقة عسير في صور خدمات تمنح للشركات دون مقابل ومنها إعادة تأهيل المنشآت العائلية وتحويلها إلى شركات مساهمة وإدراجها في سوق نمو الموازي، وتُعد هذه الاتفاقية الأول من نوعها على مستوى المملكة، وتم توقيع الاتفاقية على هامش ملتقى استدامة الشركات العائلية 2017م الذي عقد مؤخراً. السياحة الزراعية: وقد عقدت الغرفة ورشة عمل مشروع تنمية المنشآت الزراعية السياحية لمنطقة عسير، بمشاركة JEAN – NORE من شركة هامان للاستشارات الفرنسية وممثلين عن شركة بروموسالون، وممثلين عن إمارة عسير وعدد من الجهات ذات العلاقة، تم خلالها توقيع اتفاقية مع الجهة الفرنسية، كذلك توقيع مذكرة تفاهم مع مجلس الجمعيات التعاونية بعسير لتطبيق مبادرة عسير الخضراء لتمويل وتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة منها، بعد أن انتهت الغرفة من تمويل المرحلة الأولى. الاقتصاد البحري: ومن أهم مشاريعها الحديثة التي ساهمت الغرفة في دعمها فكرة مشروع الاقتصاد البحري على ساحل عسير الذي أوضح التقرير أن فكرته بدأت من أحد أبناء المنطقة، وتم دراستها من قبل أكبر الشركات العالمية، وتبنى سمو أمير المنطقة وسمو نائبه ايصال هذا المشروع إلى الجهات العليا، والتى استجابت لهذا المشروع الضخم الذي تتباهى المنطقة قريباً بانطلاقته. برامج تنموية متنوعة: وأشار التقرير إلى أن الغرفة وقعت اتفاقية تعاون مشترك مع بنك التنمية الاجتماعية لإدارة تمويل المشاريع متناهية الصغر، ويستفيد منها المواطن والمواطنة بعسير الذين تنطبق عليهم الشروط للحصول على تمويل ويقدر مبلغ الاتفاقية بأربعة ملايين ريال، قابلة للزيادة. كما أوضح التقرير ما وفرته الغرفة من برامج تنموية، لتقديم خدمات متعددة منها الاقراض متناهي الصغر، وتوفير القنوات الاستثمارية المجدية لأبناء هذا الوطن لتمكينهم من إطلاق مشاريعهم الاستثمارية الخاصة بهم وتعزيز الإنتاجية، حيث تم التعاون مع صندوق دعم الموارد البشرية (هدف) لدعم ملاك المنشآت الصغيرة، وهناك مشاريع صناعية عديدة بعد أن نجحت جهود الغرفة برفع القروض إلى 75% في منطقة عسير. كما قدمت الغرفة استشارات تمويلية إلى رواد الأعمال من خلال مركز المنشآت الصغيرة والمتوسطة لعدد 1203 من رواد الأعمال، للحصول على قروض لإنشاء مشروعاتهم، حيث بلغت قيمة القروض التي استفاد منها رواد الأعمال نتيجة هذه الاستشارات نحو 13.2 مليون ريال. كما بيّن التقرير أن للغرفة دور كبير في تدريب الشباب بعسير حيث قامت خلال السنوات السبع الأخيرة بتنفيذ 211 برنامجاً تدريباً، بمتوسط 30 برنامجاً سنوياً في المجالات الإدارية والمهنية والتخصصية، فضلاً عن برامج التنمية البشرية، وتم من خلال تلك البرامج تدريب نحو 11573 مستفيداً، فيما وفرت نحو 23886 وظيفة خلال 1428 إلى 1438 ه، 50% منها تدريب مباشر، أما النسبة المتبقية عن طريق معارض التوظيف التي تنظمها الغرفة. فيما كشف إعداد أكثر من 100 فرصة استثمارية قابلة للتطبيق، مع توفير مجموعة واسعة من الخدمات بمختلف 14 فرعاً بالمحافظات تقوم بتقديم خدمات متنوعة منها توفير كاتب عدل ليقوم بما يحتاجه رجال الأعمال من خدمات عدلية، وكذلك فرع لوزارة الخارجية وآخر لوزارة التجارة ليقدم خدمات لأبناء المنطقة بكل ما تحتاجه منطقة عسير ودراسات اقتصادية واستثمارية من مركز الأبحاث بالغرفة. تنمية اقتصادية سياحية: وكان للغرفة مبادرة دعم الاقتصاد الوطني بمنطقة عسير من خلال لجنة التنشيط السياحي حيث شاركت في تأسيسها انطلاقاً من مسؤوليتها تجاه التعريف بالسياحة والآثار بالمنطقة، وساهمت في تأسيس الشركة الوطنية للسياحة (سياحية) وذكر التقرير أن غرفة أبها كانت أول المفكرين والعاملين في مجال تحويل السياحة إلى صناعة إلى أن تولت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مسؤوليتها، وساهمت في إنشاء عدد من الشركات بعضها قائم والأخرى جاهزة للانطلاقة. القضايا التجارية: وتضمن التقرير عدداً من القضايا التجارية التي وقفت عليها الغرفة وقامت بإيجاد حلول لها من خلال مركز القانون والتحكيم حيث أشار التقرير إلى حل أكثر من 236 قضية فيما أحالت 10618 قضية لقضاء التنفيذ بلغت قيمتها الإجمالية قرابة 934.877.320 مليون ريال فيما قدم المركز نحو 936 استشارة قانونية. سيدات الأعمال وفعاليات متنوعة: فيما بين الدور الكبير الذي تقوم به الغرفة لتسهيل خدمات سيدات الأعمال بالمنطقة حيث تم تأسيس مركز سيدات الأعمال ليقدم خدماته الاستشارية للمشتركات. كما ساهم في تنظيم معرض رام عسير سنوياً الذي يحتضن أكبر تجمع لرائدات الأعمال بمنطقة عسير، فيما تم افتتاح معرض الغرفة للمبادرات والحرف. ويشرف المركز على مجلة سيدة الأعمال. كما شكلت الغرفة اللجان النوعية التي تمثل معظم أنشطة قطاعات الأعمال الاقتصادية وتهدف إلى زيادة الروابط بين الغرفة والقطاع الخاص ودراسة ومعالجة القصور والسلبيات التي قد تواجه الأعمال حتى يكون لها أكبر الأثر في تطوير قيمة تلك القطاعات. وأوضح التقرير أبرز الأعمال التي تقوم بها إدارة العلاقات العامة والإعلام منها إصدار مجلة الجنوب وتنظيم المنتديات منها؛ أبها للاستثمار والمؤتمر الدولي للفرنشايز لعدة سنوات، فيما نظمت الغرفة ملتقى الاستثمار الصناعي بمنطقة عسير الهادف الى دعم توجه منطقة عسير إلى التصنيع، وإبراز دور الجهات الحكومية في إنشاء وتطوير المدينة الصناعية الثانية بالمنطقة الجاري دراستها حاليا، مع الترويج للفرص الاستثمارية الصناعية. تسهيل للإجراءات والخدمات الإلكترونية: وفي إطار السعي الذي تقوم به الغرفة لتسهيل العمل والإجراءات للمنتسبين، سجل التقرير حركة الاشتراكات التي وجدت زيادة مطردة منذ بداية عمل الغرفة وحتى الآن، حيث بدأ عملها في عام 1401ه وكان عدد منتسبيها حوالي 773 منتسباً، زادوا بما يتعدى 6 أضعاف خلال 20 عاماً، ومع زيادة المهام تجاوز عدد المنتسبين عام 1436 ه، أكثر من 30000 منتسب، وبحلول عامي 1433ه و1434ه شهدت حركة التصديقات زيادة كبيرة، نظراً للتطورات الاقتصادية المتسارعة. كما استعرض الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الغرفة من خلال البوابة الإلكترونية التي تقدم خدمات متعددة للمشتركين والزائرين، ويتم قياس الأداء للبوابة عن طريق مؤشرات إلكترونية بالإضافة إلى استخدام أحدث التقنيات والمؤثرات في هذا المجال لجعل البوابة ذات مرونة، كما وفرت تطبيقاً مميزاً للجوال يبث من خلاله كل ما يتعلق بالغرفة. العمل على تطوير الأداء: وكشف التقرير من جانب آخر العمل مع تحقيق رؤية المملكة 2030، حيث قامت الغرفة بإطلاق تطبيق نظام مؤشرات قياس الأداء بها، بهدف قياس مدى نجاحها في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، ومنه يتضح أن الغرفة قد حققت حالياً ما نسبته 90% من مبادرات العمل المحققة لأهدافها للفترة يناير - أغسطس 2017، وذلك بعد أن قامت بإعادة هيكلتها من خلال شركات عالمية متخصصة بأنظمة الإدارة والتطوير وأشرفت هذه الشركة على تدريب الموظفين. انطلاقة نحو التميز: وقد وثق التقرير تميز الغرفة في عدد من أعمالها حيث تم انتخابها لقيادة مجلس الغرف السعودية خلال الفترة من 1433 إلى 1436ه، ويعتبر ذلك نقلة نوعية لقيادة الغرف. فيما تميزت الغرفة باختيار رئيسها المهندس عبدالله بن سعيد المبطي عضواً بالهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ونائباً لرئيس اتحاد الغرف الخليجية، ثم نائباً لرئيس اتحاد الغرف العربية، وكذلك لعضوية المجلس الاقتصادي الأعلى. قبلة للوفود: وأشار التقرير أن غرفة أبها باتت قبلة للعديد من الوفود المحلية والخليجية والدولية ومنها وفد رؤساء الغرف التجارية الصناعية لدول مجلس التعاون لدول الخليج، وكذلك وفود الغرف التجارية والصناعية بالمملكة واجتماعات مجلس الغرف، كما استقبلت الغرفة العديد من السفراء، ورجال السلك الدبلوماسي والملاحق التجارية والاقتصادية على المستوى العربي والخليجي والدولي حيث تباحثت الغرفة معهم لتوطيد التعاون المشترك الذي يعود بالنفع على تنمية وتنوع الاقتصادي الوطني. احتفال المسيرة: وبهذه المسيرة احتفلت الغرفة بمرور 37 عاماً من التطوير والتنمية بتكريم المؤسسين وأعضاء مجلس الإدارة. كان من ضمنهم الشيخ ناصر بن نابت -رحمه الله- الذي قام بتمويل مبنى الغرفة ب14 مليون ريال، حيث أثمر كل هذا الدعم من المؤسسين والأعضاء لقيام هذا الصرح الشامخ الذي يفتخر به أبناء عسير. عبدالله بن سعيد المبطي