يأتي الأمر السامي الكريم بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة وفق الضوابط الشرعية مواكباً لاحتفالات المملكة بيومها الوطني السابع والثمانين، وهذا يدل دلالة واضحة على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على مواكبة المستجدات والتطورات العالمية على الصعيد الاجتماعي والثقافي ولم تقتصر المواكبة على المجالات الاقتصادية والعلميّة. والجدير بالذكر أن المملكة في هذا القرار استندت إلى ثوابتها وقيمها الدينية والثقافية المستمدة من الشريعة الإسلامية الغراء ورسالة التوحيد التي نذرت نفسها لحمايتها، وهي تنظر للنساء على أنهن شقائق الرجال، كما تنظر إلى مصلحة العباد وما يحقق لهم الاستقرار والأمن الاجتماعي والاقتصادي. وفي هذه العجالة نبرز فوائد اجتماعية واقتصادية لقيادة المرأة للسيارة من أهمها: إبراز مكانة المملكة أمام العالم في تناولها لقضايا المرأة ورؤيتها الحضارية لها، فبعد أن استطاعت المملكة -ولله الحمد- أن تعلي شأن المرأة السعودية في مجالات العلوم والتربية والاقتصاد والمشاركة في المناصب القيادية وفق الضوابط الشرعية، تأتي هذه الخطوة لتصب في نفس الاتجاه تعزيزاً لهذا الدور. ينسجم هذا القرار مع ما ترمي إليه المملكة من تحقيق رؤيتها 2030 حيث ستوفر الأسرة السعودية قيمة المدفوعات على استقدام السائقين مع ما يرافق ذلك من تخفيف للمشكلات المترتبة على التوسع في هذا الاستقدام وترشيد التحويلات المالية في المهن التي يمكن أن يقوم بها السعوديون. تخفيف الأعباء على الأزواج مما يجعلهم متفرغين لأعمالهم ووظائفهم، وبالتالي يسهم هذا في رفع درجة جودة الأداء والإنجازات على صعيد العمل في القطاعين العام والخاص. يزيد هذا الأمر من تماسك الأسرة السعودية خصوصاً عندما تباشر المرأة توصيل أولادها وبناتها إلى مدارسهم وجامعاتهم مما يزيد من فرص تفاعل الأسر مع أبنائها. تقليل المشكلات والجرائم المترتبة على استخدام المرأة وأطفالها للسيارات المستأجرة. تقليل العمالة الوافدة المترتبة على استقدام السائقين وتقليل الهدر الاقتصادي. تسهم قيادة المرأة للسيارة في تخفيف العبء عن كاهل محدودي الدخل في المملكة، حيث لا يستطيع هؤلاء أن يوفروا رواتب للسائقين الوافدين. ستسهم قيادة المرأة في تخفيف الأزمات المرورية، وحوادث نقل المعلمات وغيرها، حيث سيكون أمام المرأة خيارات أن تركب مع صديقاتها وبناتها. ستسهم قيادة المرأة في تغيير كثير من الثقافات السائدة في شوارعنا، إذ تُعد المرأة عالمياً أكثر انضباطًا وتطبيقًا لتعليمات المرور من الرجال الذين يتسمون بالتهور واستسهال المخالفة. وقد بيّنت بعض الدراسات أن المرأة أقل عرضةً لحوادث السير من الرجل، وذلك يعود لكونها أقل عدائيّة منه، ولتميّزها بالقدرة على التقيّد بأنظمة وقوانين السّير. معروف عن المرأة السعودية التزامها بدينها وستسهم من خلال قيادتها للسيارة بالتزامها بالقوانين والأنظمة ومعلوم أنها تتطلع إلى أن يتم التعامل معها مثل سائر نساء العالم العربي بقدر كامل من المسؤولية والاحترام.