فصل الربيع هو الفصل الذي تعتدل فيه درجة الحرارة، تتفتح فيه الورود وتكتسي الأرض ألواناً بديعة.. هكذا كنا نكتب في موضوع التعبير عن (الربيع) في طفولتنا. يتميز هذا الفصل بازدهار أغذية نباتية معينة بالإضافة لأهمية تناول الأسماك والمكسرات الوفيرة بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي يحتاجها الجسم للتخلص من الوزن الزائد والدهون المتراكمة ولتهيأته لفصل الصيف شديد الحرارة، إن تناولنا للأغذية الموسمية في وقتها يعمل على تعزيز الصحة بالتالي تحسين المزاج، إعطاء الطاقة اللازمة، كفاءة الحرق وزيادة التركيز، فما هي أهم الأغذية في فصل الربيع؟ إن الخيارات واسعة ومتنوعة، وأهمها من الفواكه في هذا الموسم الفراولة، الكرز، المشمش، الأفوكادو، التفاح، العنب، التوت الأزرق والبرتقال، أما بالنسبة للخضروات ففي مقدمتها: الملفوف، الأرض شوكي (الخرشوف)، السلق(Chard)، الهليون، الجرجير، السبانخ، البصل الأخضر، الشمندر والفجل. فعلى سبيل المثال يساهم كلٌ من عين الجمل والهليون في تحسين المزاج، حيث يحتوي عين الجمل على حمض التربتوفان الذي يحتاجه الجسم لتصنيع السيروتونين المنظم الطبيعي للمزاج، بينما يعتبر الهليون أحد أهم المصادر للفولات الذي يكافح الخمول حيث إنه يدخل في تركيب الناقلات العصبية الدوبامين،السيروتونين والنورإبينفرين وجميعها مهمة للمزاج. في حين أن أغذية كالبصل الأخضر والبقوليات تساعد على نقص الوزن.. كيف؟.. يحتوي البصل الأخضر على مركب يدعى الأليسين الذي يعمل على تحفيز مراكز الشبع في الدماغ بالتالي تناول كميات أكل أقل، كذلك هو الحال في البقوليات فإن بروتيناتها تحفز مراكز الشبع في الدماغ كما أن الألياف فيها تعطي شعوراً بالامتلاء فترة أطول. أما السلمون والفراولة فإنهما يعملان على المساهمة في صحة البشرة، حيث إن الأوميجا 3 الموجود بالسلمون تنظم الزيوت الموجودة في الجلد وتعمل على ترطيبه، وتحتوي الفراولة على مضادات أكسدة تسهم في إصلاح الأضرار الناجمة عن عوامل الجو، وبحسب دراسة في المجلة الأميركية للتغذية العلاجية فإن فيتامين ج -والتي تعتبر الفراولة مصدراً له- يعمل على تقليل التجاعيد وجفاف البشرة، في حين أن السبانخ والأرض شوكي ممتازان لإعطاء الطاقة، ففي دراسة سويدية تبين أن هناك مركباً في السبانخ يعزز عمل الميتوكوندريا (مصنع الطاقة في الخلية)، كما أن الأرض شوكي (الخرشوف) يحتوي على المغنيسيوم الذي يدخل في العديد من التفاعلات البيوكيميائية في جسم الإنسان ومنها توليد الطاقة. من جهة أخرى يعاني الكثير في فصل الربيع من حساسية حبوب اللقاح (الطلع). وكما أن للأدوية وبعض التعديلات في السلوكيات اليومية تأثيراً إيجابياً في تخفيف حدة الحساسية، يمكن لبعض التغييرات الغذائية أن تعمل على تحسين الأعراض. بعض الأغذية الطازجة مثل الخوخ، البرقوق، والكرز، الكيوي، الشمام والطماطم، الكرفس، البندق قد تسبب حساسية تعرف ب Oral Allergy Symptoms وتشمل أعراضها حكة وتورم في الفم والشفتين واللسان. وتعريض هذه الأغذية للحرارة عن طريق الطبخ يؤثر على البروتينات المسببة للحساسية وينهي المشكلة. وأهم الأغذية التي تقلل أعراض الحساسية الزبادي الذي يحتوي على بكتيريا نافعة تسهم في تخفيف أعراض الحساسية. وللكركم والزنجبيل مفعول في محاربة الالتهابات بالتالي مكافحة الحساسية. وكذلك التفاح يحتوي على مادة ال quercetin وهي إحدى مضادات الأكسدة التي تساعد على تثبيط مركب الحساسية الهيستامين. (يجب استشارة الطبيب في حال وجود حساسية لوضع خطة تغذوية مناسبة فبعض الأغذية ننصح بتجنبها تماماً في حال تسببها للتحسس). للسنة فصول أربعة، هكذا الأغذية متعددة فلا غذاء يشبه الآخر بالكامل ولا يوجد غذاء يحتوي على كافة العناصر الغذائية. لذا يجب على كل شخص أن يعي ما يناسبه وينوع في أغذيته حسب الموسم. قسم التغذية العلاجية