حالت المليشيات الانقلابية دون وصول المساعدات الطبية والأدوية الخاصة بمكافحة وباء الكوليرا إلى المصابين ومنعت توفير اللقاحات المخصصة للأطفال في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات عمران وحجة والحديدة وريمة والتي تعد الأكثر تضرراً من وباء الكوليرا. وأقرت مجموعة عمل حوثية عدم جدوى تنفيذ أي حملة لقاحات للكوليرا في المرحلة الراهنة بالمحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرتها، ما يعني توقف جهود مكافحة الوباء، الأمر يهدد بسرعة انتشاره بعد تراجعه خلال الفترة الماضية إثر الجهود التي بذلها مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز والصحة العالمية ومنظمة اليونيسف وتنفيذ حملات ميدانية واسعة لمكافحته اثر تخصيص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 66 مليون دولار للقضاء على الوباء. وجاء قرار مجموعة العمل الحوثية في منع وصول اللقاحات الخاصة بمكافحة الكوليرا فور وصول طائرة شحن تابعة لمنظمة برنامج الغذاء العالمي إلى مطار صنعاء الدولي، وتحمل على متنها 85 طناً من المساعدات العلاجية والدوائية واللقاحات الخاصة بمكافحة الكوليرا. وكانت المليشيا الانقلابية في وقت سابق رفضت السماح لطائرات تحمل لقاحات بالهبوط في صنعاء، ونهبت شاحنات تبريد وفرتها الوكالات الإنسانية وفقا لتقرير نشرته مؤخراً منظمة هيومن رايتس ووتش، كما أقدمت المليشيا على مصادرة الأدوية ومن ثم تقوم ببيعها للسكان المحليين على الرغم من مجانيتها. وتواصل المليشيا الانقلابية إعاقة جهود المنظمات الإغاثية في اليمن، إذ أفادت مصادر محلية يمنية في محافظة إب وسط اليمن قيام عناصر حوثية بإطلاق الرصاص الحي على فريق تابع للهيئة الطبية الدولية في منطقة قحزة بمحافظة إب. وجددت الحكومة الشرعية اليمنية اتهام المليشيا الانقلابية بمنع تقديم الخدمات الطبية والإغاثية للمواطنين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، مشيرة إلى إن هذه التصرفات الانقلابية تسببت بمضاعفة معاناة المواطنين في تلك المناطق. وقال رئيس اللجنة العليا للإغاثة ووزير الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح إن منع الانقلابيين وصول المساعدات والأدوية الطبية يمثل جريمة أخلاقية وإنسانية تستوجب إدانة من كافة المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، محملاً الانقلابيين مسؤولية تدهور الوضع الإنساني في اليمن، متهماً المليشيا الانقلابية بالمساهمة بشكل كبير في تفشي وباء الكوليرا بعد قيامها ببيع الأدوية في السوق السوداء واحتجاز القوافل المحملة بالأدوية الخاصة بمكافحة وباء الكوليرا، مستغرباً صمت منسق الشؤون الإنسانية في اليمن تجاه كافة الانتهاكات الانقلابية بحق الأعمال الإغاثية والإنسانية بشكل مستمر.