بعد أن نجحت حكومة المملكة في رسم خارطة الطريق لكبريات شركات الطاقة والبتروكيماويات السعودية لاختراق الأسواق الأوروبية والتوغل في عمقها من خلال التحالف وتملك عدة مصانع بتروكيماوية في أوروبا تقودها عملاقتا النفط والبتروكيماويات في العالم شركتا "أرامكو السعودية، و"سابك" واللتان تتمركز أبرز مشاريعهما المشتركة في المملكة المتحدة، وألمانيا، وهولندا، مهد الأمر وحفز حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- للإيعاز لكبريات الشركات السعودية ولا سيما في قطاعات النفط والتكرير والبتروكيماويات والطاقة للمضي قدماً للتوسع في بلدان أوروبية أخرى جديدة ذات نفوذ وهيمنة وثقل صناعي وسياسي واقتصادي عالمي متين، حيث تركزت الأنظار والخطط المكثفة العاجلة صوب دولة روسيا عملاقة النفط والغاز والكيماويات في العالم لمشاركتها في بناء مشاريع مشتركة أو ملكية كاملة في مصانع يخطط بناؤها سواء في المملكة العربية السعودية أو روسيا، إضافة إلى تحالفات في صناعة الطاقة النووية والمتجددة والصناعات العسكرية والزراعية والطبية بحجم استثمارات مشتركة تقدر بنحو 500 مليار ريال حيث من المنتظر إعلانها خلال الزيارة الملكية المرتقبة لروسيا. الزيارة الملكية لروسيا تدفع كبريات الشركات السعودية للتوغل في أوروبا حقبة تاريخية غير مسبوقة والملك سلمان -يحفظه الله- يقود اليوم المملكة نحو حقبة تاريخية غير مسبوقة متوهجة بتلاحم صناعي وتكوين خطط اقتصادية استراتيجية شاملة بين البلدين وبناء الشراكات لاستثمار الفرص التي تمثل محور التحول في تاريخ العلاقات بين الدولتين سعياً نحو تعزيز التعاون بين الشركات الروسية والسعودية التي أصبحت أسهل الآن من أي وقت مضى حيث أعلنت المملكة كامل ترحيبها للمستثمرين الروس للمساهمة في تطوير القطاعات الاقتصادية الرئيسية في المملكة. في حين تنظر روسيا بأن لديها فرصاً رائعة لإقامة علاقات جديدة مع السعودية في مجالات الزراعة والتقنيات العالية والهندسة والمنتجات الصيدلانية والاتصالات، والبنوك، والرعاية الصحية، والنقل، وإدارة النفايات الصناعية، والعديد من المجالات الأخرى وأهمها النفط والغاز والبتروكيماويات والتي تمثل مناطق القوة التقليدية لكلا البلدين. ومن المؤمل أن تشهد مجالات الاستثمار بين البلدين أيضا المجالات الابتكارية والمنتجات الكيماوية المتخصصة والقدرات التقنية والتكنولوجية في ظل حرص المملكة على تطوير علاقاتها المترابطة بالفعل مع روسيا التي لا تزال واحدة من أسواق المملكة ذات الأولوية من حيث إمكانات المستثمرين القوية التي تزيد من تنوع وتنمية اقتصادات القطاعات الداخلية. قرار تحالف أرامكو في روسيا وقررت أرامكو التحالف في مشروع المطاط في روسيا بعد أن حقق مشروعها المشترك للمطاط الصناعي في ألمانيا مع شركة الكيماويات المتخصصة الألمانية "لانكسيس" نجاحاً كبيراً في إنتاج المطاط الاصطناعي المستخدم في صناعة إطارات وقطع غيار السيارات وحزمة ضخمة من الصناعات الأخرى، بالإضافة إلى أعمال تسويقه وبيعه وتوزيعه، وذلك مقابل صفقة قدرت بنحو 1.2 مليار يورو (ما يعادل 6.3 مليار ريال). في وقت أعربت أرامكو عن ارتياحها في إنجاز أحد أهم مشاريعها الخارجية في قطاع البتروكيميائيات في أحد أصعب الأسواق نفاذا في أوروبا، في حين كان الشريك الألماني الأكثر ارتياح وحماس للتحالف مع عملاق النفط والكيميائيات بالعالم أرامكو وهو الأمر الذي مهد لموافقة سلطات مكافحة الإغراق الأوروبية على الصفقة لمشاركة أرامكو الاستراتيجية في هذا المشروع سعياً للاستفادة من إمداداتها من اللقيم بأسعار اقتصادية. في وقت يعكف الخبراء والمحللون الروس على دراسة خطة المملكة للتنمية المستدامة المتسقة مع رؤية المملكة 2030 والتي ستفضي إلى خروج المملكة من دائرة الاعتماد على عائدات النفط والتحول الجذري نحو اقتصاد حديث متنوع. وفي هذا الصدد أعلنت شركة النفط الروسية "روزسنفت" عن اهتمام كبير لشراء أسهم أرامكو بعد انطلاق عملية الخصخصة في وقت تدرس شركتا "أرامكو" و"روسنفت" والأخيرة أكبر منتج للنفط في روسيا فحوى استثمارات مشتركة مرتقبة في أصول بالمملكة. في حين اتفقت السعودية وروسيا على إنشاء صندوق استثمار مشترك للطاقة، وتوقيع اتفاقيات حول التعاون النووي يمنح روسيا فرصة المشاركة في بناء 16 محطة للطاقة النووية في المملكة، فضلاً عن اتفاقيات عقود لتطوير البنية التحتية، وتوريد أسلحة متطورة وعالية الجودة، ومناقشة 25 مشروعا استثماريا بقيمة 10 مليار دولار، وبحث مشاريع مشتركة في مجال بناء وتحديث خطوط السكك الحديدية والموانئ. مباحثات قضايا الطاقة في حين تتركز المباحثات حول قضايا الطاقة وبذل المساعي المضنية المشتركة لزيادة خفض إنتاج النفط للمساعدة في رفع الأسعار وتم تنسيق السياسة النفطية بإحكام حيث يعكف الجانبين على إطلاق مشاريع مشتركة في صناعة البتروكيماويات والطاقة المتجددة وتكنولوجيا الغاز الطبيعي المسال. ومن المؤمل أن تشمل الاستثمارات المشتركة المخطط لها الرعاية الصحية بالمملكة حيث أعدت وزارة الصحة بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار أكثر من 40 فرصة استثمارية واعدة بقيمة 71 مليار دولار، فيما حددت خطة الاستثمار في قطاع النقل 36 فرصة استثمارية واعدة تصل قيمة استثماراتها نحو 25 مليار دولار، فضلاً عن الفرص الاستثمارية في مشاريع البناء والتشييد والسياحة وتقنية المعلومات والأمن الغذائي والاستثمار الزراعي والاسكان والتطوير العقاري وغيرها الكثير من القطاعات الواعدة. منتجات سعودية روسية في أسواق البلدين الترتيب لإعلان أول التحالفات وتوقيع الاتفاقيات بين أرامكو وشركات نفط وكيماويات روسية ومن المنتظر توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تعاون في مجال توزيع منتجات شركات سعودية وروسية في أسواق البلدين وتوسيع تقديم خدمات الموانئ الروسية في المملكة وتسويق المنتجات النفطية الروسية والتعاون المشترك في مجال استخراج المواد المعدنية والتعاون مجال تدريب الكوادر السعودية في مجال التشغيل والصيانة لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وصيانة وتشغيل محطات المياه والكهرباء والتدريب المهني والفني وتأهيل المدربين لنقل المعرفة والتوطين. الصندوق السيادي السعودي يطور مطار موسكو وأعلن صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، أن صندوق المملكة العربية السعودية السيادي، يعتزم المشاركة في مشروع تطوير موقع مطار "توشينو" في موسكو، حيث من المخطط أن تدعم الزيارة الملكية لروسيا تفعيل الاتفاقيات الموقعة بهذا الشأن في وقت يواصل الصندوق الروسي والصندوق السيادي السعودي العمل على الدفع بفرص الاستثمار في قطاعات أخرى تشمل تجارة التجزئة والعقارات ومصادر الطاقة البديلة والبنية التحتية اللوجستية والنقل، في حين تبحث روسيا والسعودية عدداً من المشروعات حول موارد الطاقة المتجددة والتي يخطط الجانب الروسي لتطويرها بالمملكة حيث تتأهب "هيفيل" الروسية وهي أكبر شركة متكاملة في روسيا في صناعة الطاقة الشمسية لبحث إمكانية إقامة تحالفات في هذا الشأن في المملكة.