سيبقى يوم ال 26 من سبتمبر خالداً في ذاكرة كل سعودية وسعودي، وكيف لا وهو يومٌ للتاريخ حينما انتصر ملك الحزم والعزم للمرأة السعودية، ونحو المزيد من تمكينها وحصولها على حقوقها، وبصدور قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، شأنها في ذلك شأن مواطنها الرجل ليُسجل في هذا اليوم التاريخي ويُضاف بهذا القرار التاريخي فعلياً مضي سعودية المستقبل سعودية 2030 نحو المستقبل الذي قال عنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صانع التغيير لوطن طموح: «إذا اقتنع الشعب السعودي بالتغيير فطموحاتنا هي عنان السماء». القرارات التي قد يرى البعض سهولتها أو عاديّة اتخاذها في مجتمعات أخرى هي ليست كذلك في مجتمعات كلفة التغيير الفكري فيها باهظة، وتتطلّب قيادة شجاعة قادرة على القفز بهذا المجتمع في أفق ومدارات التنمية بحيث يصبح لا حدّ للطموح وفي ذات الوقت بطريقة آمنة! كل قرار شجاع خلفه قائد شجاع؛ استطاع أن يقفز بمجتمعه ويسهم في تغيير فكر ذلك المجتمع، وعتقه من الأسباب المجتمعية التي تمنعه من عدم مواجهة فكرة تعطّله عن إحراز التقدم أو المسايرة التنموية العالمية. إن مجتمعاتنا التي عانت الكثير والكثير من ويلات الإرهاب بسبب التيارات المنغلقة أو الإيدولوجيا الواحدة التي استغلها دعاة السياسة وأصحاب المشروعات السياسية من تنظيمات ودول معادية وإرهابية كانت تسعى عمداً أو تحقق بعض الفئات من المجتمع لها أهدافها التي تخدم مشروعاتها السياسية بصورة غير مباشرة، أو عدم إدراك البعض أنّ تشويه فكرة أو التخويف منها في ثقافة مجتمع لا يتطلّب سوى الاعتقاد أن هذه الفكرة تجر شيئاً سلبياً حتى لو كان هذا السلبي لا يراه غير أفراد ذلك المجتمع! بينما تجد في المقابل هناك من المجتمعات التي تبحث وتستثمر الإيجابيات من وراء أي فكرة تجد ذلك المجتمع المنكفئ على نفسه على العكس تماماً يبحث بعض أفراده عن السلبيات بطريقة مختلفة وكأنهم يبحثون عن عناء وإثباط لمشروع دولتهم التنموي من خلال إغلاق باب الإيجابيات على مجموعة صغيرة منها، بينما يُفتح باب السلبيات على مصراعيه لتظهر فكرة الذريعة، ذلك الباب الكبير الذي يستطيع أن يلج منه الجمل بينما لا تستطيع فكرة إبداعية أو جديدة بحجم صغير أن تختار لها باباً آخر تدلف منه، الأمر الذي سيدفع ثمنه المجتمع كبيراً عندما يبحث عن مخرج فكري لأزماته التي تواجهه أو تفرضها ظروف التحولات الاجتماعية.. وللحديث بقية