87 عاماً والمملكة ماضية على خطى آبائها المؤسسين في مسيرة سمتها الثبات على المبادئ، ووضوح الأهداف، 87 عاماً من عمر المملكة وهي من بناء إلى بناء، ومن تجربة إلى أخرى، ومن حلم إلى حقيقة، 87 عاماً تمضي ويجد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نفسه خَلَفاً لرجال صادقين ممسكاً بجمر قضايا التحديث والتطوير والإصلاح والحفاظ على ثوابت الدين والأمة، 87 عاماً تمثل رمزاً يُذكّر أجيال السعودية بأن الراية التي يتسلمونها من آبائهم تعني مزيداً من المسؤوليات والواجبات والأمل الدائم بأمن يعم الأرجاء، ورخاء يستفيد منه الجميع، وتنمية مستدامة لا تستثني شبراً من تراب هذا الوطن المعطاء، 87 عاماً منذ التوحيد معجزة فوق الصحراء فالشتات تحول إلى وحدة كلمة ووحدة وطن ونتج عنه أمة لها مكانتها المرموقة تحت الشمس، كما أن الجهل حُورِب بالتعليم فمِن وقت كان يندر فيه من يجيد الكتابة والقراءة إلى ما نشاهده اليوم من انتشار للتعليم على كافة المستويات. إن هذا الوطن العظيم يبادل أبناءه الحب والعطاء بعيداً عن كل إنجاز يحدث، هناك علاقة أزلية ليس لها مثيل بين تراب هذه الأرض الغالية ومن أوجدته عليها كيف لا والتاريخ يصرخ بأعلى صوته شاهداً على تلك الأحداث والوقائع، لسنا سوى أحفاد للمؤسس الذي بنى هذه الدولة واتخذ كتاب الله وسنة نبيه نهجاً وطريقاً يحكم به موحداً الراية بأغلى كلمات الإسلام مجتهداً ومكافحاً حتى استطاع أن يحول الشتات إلى وحدة أُمة انضوى تحت لوائها أغلب أجزاء الجزيرة العربية بمساحة تربو على مليوني متر مربع امتدت من الخليج العربي شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً ومن عرعر شمالاً إلى جازان جنوباً ونتج عن ذلك ميلاد دولة حديثة قوية عزيزة لها مكانتها ووزنها وثقلها المحلي والإقليمي والعالمي على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والعسكرية بالإضافة إلى أن لها دوراً فاعلاً في تحقيق الأمن والسلم. عندما نفتح صفحات علاقة الحاكم بالمواطن فالتلاحم والفخر والثقة تعم الجميع، وعندما نتكلم عن النهضة الرياضية فالكثير يغبطنا على الإنجازات ودعم الدولة للمنتخبات والأندية والحكام والمدربين والإداريين وتحفيزهم نحو النجاح المستمر الذي نتج عنه احتفاءنا بإنجاز جديد حققه أبطال منتخب كرة القدم بعد التأهل والصعود إلى بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، وعندما نصل إلى النهضة الشاملة فإشراقة كل يوم تبشرنا بأن الوطن يمضي قدماً بلا عراقيل ومنغصات نحو تنمية ينعم بها شعبه. ما أروعك أيها الوطن وأنت تعيش بثبات وتمضي بثقة وتنمو بسرعة وتخطيط وتصبح من أهم الدول المؤثرة بالعالم قولاً وفعلاً في مختلف المجالات.