بعد إصدار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً سامياً بالسماح للنساء بقيادة السيارات داخل البلاد، حرصاً من حكومة المملكة على أن تكون المرأة عنصراً فعالاً في المجتمع، لاقى القرار ترحيباً كبيراً على المستويين الداخلي والخارجي، ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاق #الملكينتصرلقيادة_المرأة للتعبير عن الفرحة العارمة بمرسوم القيادة السياسية في المملكة. ويستعد الوزراء في الحكومة لتحضير تقارير خلال 30 يوماً يتم بموجبها تطبيق الأمر الملكي بحلول يونيو 2018، وستعمل الجهات المختصة على توفير كافة المتطلبات والبنية التحتية، ومنها الأمن والسلامة المرورية ومعاهد تعليم القيادة، وذلك ضمن التغيرات الكبيرة التي تشهدها المملكة في جميع الجوانب، وهذا أمر ملاحظ ضمن خطة تمكين المرأة والشباب من القيام بدور أكبر في الاقتصاد السعودي والاستفادة بشكل أفضل من الفرص المتزايدة التي تنتج عن مبادرات التحديث والإصلاح الاقتصادي في المملكة. صورة نمطية وقالت المدير التنفيذي لمؤسسة "نظرة" للدراسات النسوية بالقاهرة مزن حسن: إن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة يعد نقلة مهمة في تاريخ المرأة السعودية، معتبرة أنّ القرار سيغير وضع النساء -خصوصاً بعد تواجدهم في البلديات-، لافتةً إلى أنّ هناك صورة نمطية أخذتها الشعوب عن المرأة السعودية، ولكنها ستتغير الآن فهي عضو بمجلس الشورى، مضيفةً: "أحيانا تتوفر الظروف السياسية أو الاقتصادية أو الدولية أو المحلية، ورأينا الملك سلمان وولي العهد لديهما رؤية أكثر تفتحاً" انتعاش اقتصادي بينما بيّنت عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الأسبق د. عالية المهدي أنّ هذا القرار سيُحدث حالة رواج في سوق السيارات، وهناك جيل جديد من الفتيات سيبدأ التحرك بنفسه بالسيارة، وبالتالي سيكون هناك استغناء جزئي في الوقت الحالي عن السائقين، ولكن لن يكون هناك انخفاض كبير في عدد السائقين، لأن هناك عدداً لا يستهان به يعتمد على السائق في تلبية احتياجات المنزل، معتبرةً أنّ الطلب سيزيد على كل ما هو مكمل لصناعة السيارات من خدمات التأمين والصيانة وغيرها، وهو ما سينعش السوق السعودي، وهذا القرار سليم حتى لو جاء في وقت متأخر. قرار في وقته وأكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة هالة مصطفى أن المرأة السعودية استحقت ما حصلت عليه من حقوق، مشيرةً إلى أنّ القرار السامي جاء في وقته. دواعٍ مجتمعية وقدمت خبيرة علم النفس والعلاقات الإنسانية وعضو الجمعية الأميركية لمشاكل الأسرة د. غادة حشمت التهاني والتبريكات للمرأة السعودية على هذا القرار، مضيفة: "المرأة السعودية تشعر بثقتها في نفسها، وبحجم مسؤوليتها عن الأسرة، وتشعر أنها غير مختلفة عن العالم الخارجي"، موضحةً أنّ هناك أسراً لم تكن لديها استطاعة لتدبير راتب السائق، وبالتالي هذا القرار سيساعد على توفير الأموال للعديد منها، خصوصاً وأنّ قرار المنع كان لأسباب مجتمعية، وليست بشكل قانوني أو ديني. مؤشر إيجابي فيما رأت الناشطة والباحثة في حقوق المرأة ورئيس مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية «آكت» بالقاهرة عزة كامل أنّ هذا القرار سيحل العديد من الإشكاليات، ويعد انتصاراً كبيراً جداً، لأنه يعكس وجود الإرادة للتغير فيما يخص حقوق المرأة في المملكة، مشددةً على أنّ القرار مؤشر إيجابي يجعلنا نحيي الإرادة السياسية للمملكة على اتخاذ هذا القرار، ونهنئ النساء السعوديات، لأنه بالطبع سيقلل من معاناة المرأة، وهذه ليست رفاهية، ولكنها احتياج حقيقي. د. غادة حشمت د. عالية المهدي عزة كامل مزن حسن