تسعد الأمم دائماً بأيامها المجيدة، واليوم الوطني رمز للأمن وعنوان مضيء لتاريخ حافل مجيد، ومناسبة تثير الكثير من الذكريات الخالدة المجيدة المضيئة، وتهل بساحتنا اليوم ذكراه العطرة الفواحة، ويفوح من أريج عبق المجد وذكريات سيرة التاريخ ووقائعه، فهو أصالة الماضي وعصرية الحاضر، ومنذ قام الملك عبدالعزيز ونادى بالإصلاح والكفاح التف حوله رجال مخلصون، وقرروا السير معه في الكفاح المضني من أجل نصرة العقيدة وبناء الوطن.. وكان -رحمه الله- رائداً صادقاً وناصحاً أميناً قاد أمته في ضوء منهج العقيدة وأسس إيمانية والتمكين لعقيدة التوحيد وتوفير الأمن والاستقرار وتحقيق الوحدة الراسخة، وفي أول أيام الميزان من كل عام تمر بلادنا بذكرى عزيزة علينا وأثيرة لدينا وهي ذكري غالية تتجدد كل عام حافلة بالأمجاد ومفعمة بالبطولات ومتألقة بالمفاخر. فاليوم الوطني من الأيام المجيدة في تاريخ هذه الأمة؛ فهو يوم مشرق الصفحات وضاء المعالم وتتويج لمعان شتى، وفي هذه الذكرى الخالدة تتجدد المشاعر، وتقوى العزائم، وتتعزز الروابط، فهي ذكرى تاريخية لها تاريخ مجيد كلها عمل وكفاح وبناء وتأسيس، وكم خاض الملك عبدالعزيز -رحمه الله- من المعارك والحروب حيث أقام صرح المملكة وجمع حوله القلوب وألف النفوس بالحب وأقام قواعد المجتمع على العدل والدين والأخلاق والإخلاص لله تعالى في جميع المجالات وشتى الميادين، ولقد وهبه الله التوفيق والنجاح مما جعله معقل هذه الأمة ومناط آمالها ومبعث نهضتها وعدة تطورها ومستقبلها والسير بها قدماً إلى الأمام على ضوء التوجيه الكريم الذي جاء به القرآن الكريم والسنة الشريفة فكان سيراً متواصلاً على بصيرة وهدى وفي عزم ومضاء فتم بفضل الله تحقيق هذه المفاخر العظيمة والمكتسبات المجيدة لهذه البلاد. وفي ذكري اليوم الوطني متسع للكاتب فلا يضيق عليه الموضوع الذي يكتبه فقد صنع الملك عبدالعزيز تاريخاً ناصعاً شامخاً وتاريخ الملك عبدالعزيز هو تاريخ هذه المملكة الشامخة، وهو متعدد الجوانب. لقد تميز الملك عبدالعزيز بتاريخ ثري وتجربة ناضجة تجلت فيما قدم لدينه وأمته من إصلاح وجهاد ونفع وخير وأمن واستقرار. يتجلى واضحاً أن توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز ارتكز على العقيدة الصحيحة فحققت كل مقومات الوحدة وركائزها. * أمين عام دارة الملك عبدالعزيز السابق