مع اقتراب موعد إجراء استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق والزخم السياسي والإعلامي حول الموضوع، والذي ألقى الضوء على الأكراد كقومية وتاريخ وحاضر، ورغم ذلك لم يحظَ أكراد إيران بنفس الزخم وربما يعود ذلك إلى أنه لا يمكن الجزم بعددهم في ظل عدم وجود إحصائيات ذات مصداقية فالنظام الإيراني يتعمد التعتيم على أعداد الشعوب غير الفارسية بشكل عام بل حتى إن مراكز الدراسات والبحوث المعارضة للنظام الإيراني التي يديرها بعض المعارضين يتعمدون بنشر إحصائيات غير دقيقة. التاريخ يقول: إن أكراد إيران يسعون للاستقلال حيث اندلعت عدة ثورات مسلحة طلباً للاستقلال وإقامة دولة مستقلة. فقد قامت جمهورية مهاباد عام 1946 شمال غرب إيران بدعم من الاتحاد السوفيتي آنذاك، وكانت دولة قصيرة العمر حيث لم تستمر سوى عام واحد انتهى بحلم إقامة الدولة الكردية المستقلة وإعدام زعيمها قاضي محمد ومقتل أكثر من ألفي شخص من الأكراد بعد معارك دامية دارت بينهم وبين القوات العسكرية الإيرانية المدججة بالأسلحة والعتاد. الأكراد تعرضوا لقمع متواصل في كل الدول التي يقطنونها سواء في تركيا أو سورية أو العراقوإيران ولكن النظام الإيراني كان الأكثر تنكيلاً وحرماناً، فنظام خامنئي لا يعترف اليوم بهم وبحقوقهم الثقافية والسياسية والدينية وهم محرومون حتى من التعلم بلغتهم الأم بالرغم من أن الدستور الإيراني يتضمن حقهم بتعلم لغة الأم، حتى في وقت من الأوقات كان النظام يمنع ارتداء الزي الكردي الخاص بهم. ووصل الحد مع أكراد إيران لإصدار فتوى من "الخميني" سنة 1979 ضدهم تعتبر أن الأكراد كفار، وقصفتهم الطائرات في عدة مناطق كردية، واستمر القمع والتنكيل ليومنا هذا ولكنهم ماضون في مشروعهم. قامت إيران باغتيال عدد من قادة الأكراد في الداخل وفي الخارج من أبرزهم زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الدكتور عبدالرحمن قاسملو الذي قتل في فيينا عام 1989 على يد الاستخبارات الإيرانية أثناء استدراجهم له بحجة المفاوضات مع النظام الإيراني، وكذلك اغتيال الدكتور صادق شرف كندي، وثلاثة من رفاقه في مطعم ميكي نوس في برلين عام 1992م. ومن أهم الأحزاب الكردية الناشطة على الساحة، الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحزب كوملة، وحزب بيجاك، وبعضها يريد الاستقلال وبعضها إقامة نظام فيدرالي في إيران.