قالت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أن المقاطعة الدبلوماسية لقطر بدأت تضرب الاقتصاد القطري في العمق بعد أن وصلت مؤشرات البورصة القطرية يوم الاثنين إلى أدنى مستوى لها منذ خمسة أعوام كما أغلقت شركة تأمين قطرية فرعها في أبو ظبي بعد أن رفضت السلطات الإماراتية تجديد ترخيصها، وفي نفس اليوم الذي تم فيه الإعلان عن اغلاق فرع الشركة في الإمارات انخفض سعر أسهم الشركة بنسبة 2.3% ما سيتسبب بخسارة لقطر قدرتها النيويورك تايمز ب 30 مليون دولار سنوياً. بعد الأسابيع الأولى من قيام الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة في 5 يونيو لدعمها وتمويل الإرهاب، سحب العديد من المستثمرون الخليجيون الودائع من البنوك القطرية والنقد من سوق الدوحة للأوراق المالية، الأمر الذي اضطر دولة قطر لبيع عدد من أصولها وأسهمها في الشركات العالمية وهي خطوة سيصعب على اقتصاد قطر تجاوز تبعاتها حتى لو انتهت الأزمة الدبلوماسية. وقال جيسون توفى خبير في اقتصاد الشرق الاوسط فى "كابيتال اكونوميكس" فى لندن أن "إغلاق شركة التأمين القطرية في الامارات علامة اخرى على ان تدهور العلاقات السياسية بين قطر وجيرانها سيضر بعمق بالاقتصاد وأن هذه الخطوة قد تكون مقدمة لنرى تقلص لأعمال المزيد من الشركات القطرية في المنطقة في المستقبل القريب " * التكلفة العالية لمغامرات قطر على اقتصادها. على الرغم من الثروة الهائلة التي تملكها قطر -أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم- و محاولاتها التعامل مع العزلة يقول محلل اقتصادي للنيويورك تايمز أن كل قطاعات الحياة وإدارة البلاد واستمرار الحراك التجاري والدبلوماسي القطري مع الخارج سيكلف الدوحة أعلى بكثير مما كانت عليه التكلفة قبل المقاطعة. * بيع قطر لأصولها في الشركات العالمية خطوة سيصعب على اقتصاد قطر تجاوز تبعاتها حتى لو انتهت الأزمة الدبلوماسية وقالت مصادر لرويترز الأسبوع الماضي إن بنك الدوحة، وهو خامس أكبر مقرض في قطر، قد خفض من أعداد موظفيه في الإمارات العربية المتحدة، ويخطط لوضع المزيد من الموظفين في دول المنطقة تحت إجازة غير مدفوعة الأجر عدا عن محاولات قطر بيع المزيد من الأصول التي تملكها في الإمارات العربية المتحدة. وأكدت النيويورك تايمز أن بيع الأصول القطرية و الانفاق لتلافي الأزمة من احتياطي البلاد سيضرب الاقتصاد القطري بعمق حيث تؤثر المقاطعة على كل تفصيل من تفاصيل الحياة الاقتصادية في قطر ففي السابق كانت العديد من الشركات متعددة الجنسيات في المنطقة تستخدم دبي كقاعدة للقيام بأعمال تجارية مع قطر. ولكن بسبب تعطل الربط البحري والبنوك، فإن البعض يتعامل الآن مع الشركات القطرية من مراكز أخرى مثل لندن وهو بديل يكلف ضعف التكلفة و الوقت. * مصرفي دولي لنيويورك تايمز : هناك دول تراقب الأزمة وستقرر قطع علاقاتها "المالية" مع قطر اذا استمرت المقاطعة. وقال مصرفي دولي في الخليج لنيويورك تايمز رفض الكشف عن اسمه؛ أن الخلاف بين قطر وجيرانها قد يتسع مع استمرار النزاع وقال ان هناك دول أخرى تراقب الأزمة وستقرر قطع علاقاتها "المالية" على وجه التحديد مع قطر اذا استمرت المقاطعة ما سيزيد عزلة النظام في الدوحة.