تأثرت صادرات المنتجات البتروكيماوية القطرية ولاسيما منتج البولي إيثيلين بسبب المقاطعة الدبلوماسية المفروضة على قطر حيث شهدت الشحنات من قطر انحسار وصعوبة في التسويق في ظل عدم إمكانية نفاذها للأسواق الخليجية وأسواق الشرق الأوسط، حيث أضافت الأزمة الدبلوماسية بين قطر وبعض الأعضاء الرئيسيين في مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة عدم اليقين والوضح في السوق، في حين لفت العديد من اللاعبين المعنيين إلى أن العروض القطرية وتدفق تجارتها في آسيا سوف تتأثر على المدى الطويل. وكانت بعض المصادر قلقة من أن المقاطعة على الشحنات القطرية، إلى سوق دول مجلس التعاون الخليجي وإغلاق موانئ المملكة والإمارات العربية المتحدة أمام السفن القطرية وشحناتها سوف تؤدي إلى تكدس المخزون القطري لتواصل الشحنات القطرية تعثرها بحثاً عن أقاليم أخرى بما فيها آسيا. وتابعت "الرياض" تعليقات التجار حيث قال أحدهم "وبما أن المنتج القطري لا يمكن بيعه وشحنه إلى المملكة أو غيرها من مناطق الشرق الأوسط، سوف تضطر قطر للبيع لآسيا وغيرها من المناطق التي قد تكون قادرة على استهلاك حمولاتها مع ارتفاع التكاليف على المنتجين القطريين وطول فترات التسليم لعدة أشهر". من ناحية أخرى، فقد تسبب التأخير المتوقع للشحنات من قطر في ثني المشترين في آسيا عن الالتزام بكميات ضخمة لشحنات سبتمبر والتي ساهمت في خفض أسعار العرض في المقابل. وساهمت ظروف تعثر تسويق البولي إيثيلين من قطر في انتعاش الطلب من المملكة، والتي تتصدر الإنتاج في الشرق الأوسط والمرتبة الثالثة عالمياً بطاقة أكثر من (9) ملايين طن متري سنويا وبحجم إجمالي استثمارات تقدر أكثر من 50 مليار ريال في ظل طلب عالمي متنامي. وشهدت أسعار البولي إيثيلين في أسيا ضغطا هبوطي في النصف الأول من 2017 وتشير التوقعات ان تبقى كذلك حتى نهاية العام وذلك نتيجة لضخ طاقات عالمية ضخمة من مصانع جديدة من عدة بلدان في أسيا مجدول بدء انتاجها في الأشهر القليلة المقبلة. وسوف يستقبل السوق طاقات إضافية بقدرة أكثر من 8 ملايين طن متري سنويا من البولي إيثيلين من أمريكا الشمالية، والصين، والهند بحلول نهاية العام حيث سوف يأتي أكثر من نصف هذه الطاقة من مشروعات الغاز الصخري. ومن المتوقع أن تبدأ الهند في تصدير شحنات من البولي إيثيلين إلى الصين وأيضا إلى جنوب شرق آسيا بشكل منتظم أكثر من ذي قبل في وقت تنتظر الهند إضافة حوالي 2 مليون طن سنوياً في الربع الثالث 2017. وبالنسبة للاعبين في السوق، فإن النصف الثاني لا يختلف كثيرا عن الاتجاه الهابط حتى الآن في عام 2017. وارتفعت أسعار البولي إيثيلين في الصين بداية من العام الجاري، ولكن انخفضت منتصف فبراير فصاعدا، وخاصة بالنسبة للبولي إيثيلين المنخفض الكثافة الذي انخفض بواقع 130 دولار للطن تكلفة وشحن الصين خلال شهر مارس. وقد خف شح الامدادات السابقة للبولي إيثيلين المنخفض الكثافة في أواخر 2016 إلى أوائل 2017، في حين ساهمت شحنات بأسعار تنافسية من إيران، ومن أمريكا الشمالية والجنوبية في الضغط على الأسعار من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار جنوب شرق آسيا خلال الربع الأول بزيادة تراوحت بين 35-60 دولارا للطن تكلفة وشحن جنوب شرق اسيا، وكان الموردون يحوزون مخزونات ضخمة، حيث كان من المقرر أن يقوم العديد من منتجي جنوب شرق آسيا بعمليات الصيانة في مارس. وبالإضافة إلى ذلك، أدت مشكلات الإنتاج وعمليات الإغلاق في الشرق الأوسط والمملكة في أواخر ديسمبر 2016 إلى أوائل فبراير 2017 إلى تقلص إمدادات الاستيراد ومع ذلك، لم يكن من الممكن الحفاظ على مكاسب الأسعار في الربع الأول بسبب شح العرض المؤقت، بدلا من تحسن الطلب. وقال تاجر محلي إن العملات غير المستقرة في جنوب شرق آسيا قد تسببت في جعل المستوردين والمشترين عموما يحافظون على انخفاض مخزوناتهم والحد من الطلب على الواردات، وقد ظلت أسواق البولي إيثيلين الصيني ضعيفة طوال الربع الثاني مع انخفاض كبير في الأسعار لجميع أنواع البولي إيثيلين. وانخفض متوسط أسعار البولي إيثيلين منخفض الكثافة، ومنخفض الكثافة الخطي بواقع 90-95 دولارا للطن تكلفة وشحن الصين، بينما انخفضت أسعار فيلم البولي إيثيلين عالي الكثافة بشكل أكثر بمقدار 55 دولارا للطن تكلفة وشحن الصين. وكانت الأسعار المحلية منخفضة نسبيا مقارنة بأسعار الاستيراد بسبب ضغط المخزون، وقد أثر ذلك على أسعار الواردات حيث أصبحت تكلفة الاستيراد أكثر تكلفة من شراء المواد محليا. في غضون ذلك، واصلت البضائع بأسعار تنافسية من أمريكا الشمالية والجنوبية ممارسة الضغط على أسعار البولي إيثيلين في حين أصبحت البضائع الإيرانية أقل وفرة بعد تشديد اللوائح المالية منذ ديسمبر الماضي، وقد نفذت البنوك في الصين، التي لديها اتصالات أمريكية، عمليات تفتيش أكثر صرامة على العمل الورقي للشحنات الإيرانية محددة دخولها إلى الصين. وبالنسبة لسوق جنوب شرق آسيا، فإن انخفاض الطلب أكثر من المتوقع كان بسبب عطلة عيد الفطر نهاية يونيو وكذلك موسم الرياح الموسمية في الربع الثاني حيث قد أضعف معنويات السوق. وقال أحد الموردين الاندونيسيين "لقد كان الطلب على البولي إيثيلين ضعيفا جدا هذا العام، وعادة ما يكون هناك احتياط في الطلب قبل إجازة عيد الفطر ولكننا بالكاد شعرنا به هذا العام". وانخفضت الأسعار حوالي 65-90 دولارا للطن تكلفة وشحن آسيا لجميع درجات البولي إيثيلين وسط استمرار السعر الهبوطي في الربع الثاني وقد قلص المنتجون المحليون في المنطقة عروضهم على أساس أسبوعي أو شهري في محاولة لتحريك مخصصات الشحن الشهرية، بيد أن شهية الشراء لشحنات الواردات، ولا سيما في إندونيسيا وماليزيا وتايلند ظل ضعيفا. وتوقع معظم المشاركين في السوق أن تكون أسعار يوليو أقل من تلك التي في يونيو في ظل غياب أي عوامل صعودية. وقال تاجر إقليمي "لقد شهدنا الاتجاه الهبوطي للأسعار في آخر شهرين إلى ثلاثة أشهر في ظل تقلص الواردات الصينية حيث كان من الصعب استقرار أسعار البولي إيثيلين في آسيا. وبما ان الصين تعتبر أكبر مستوردة للحمولات الفورية من آسيا، فهي بذلك تقود السوق وتحدد اتجاهات الأسعار لبلدان آسيوية أخرى.